وفي "سؤالات السجزي": قال الحاكم: الفقيه مفتي البلد وفقيهها، وأجدل من رأينا من الشافعيين بخراسان، ومع ذلك أديب شاعر نحوي كاتب عروضي، محب للفقراء. وذكر أبو العباس النسوي الصوفي أنه كان يقدم في علوم الصوفية، ويتكلم فيها بأحسن كلام، وصحب من أئمتهم: المرتعش، والشبلي، وأبا علي الثقفي، وغيرهم. وقال: وكان حسن السماع، روى الحديث عن عمه. قال الأستاذ أبو القاسم القُشَيْري: سمعت أبا بكر ابن فُوْرَك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله تعالي من طريق العقل؟ فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مُفْرِطة، والإرادة لا تتعلق بالمحال، فقال السائل: ومن الذي يشتاق إلى لقائه؟ فقال الأستاذ أبو سهل: يشتاق إليه كل حُرٍّ مؤمن، فأما من كان مثلك فلا يشتاق. وقال السُّلَمي: سمعته يقول: أقمت ببغداد سبع سنين، ما مرت بي جمعة إلا وَلي على الشبلي وقفة أو سؤال. وذكر الأستاذ أبو بكر بن فُوْرك أن أبا سهل رحل إلى العراق وقت الشيخ أبي الحسن -أي الأشعري- ودرس عليه. وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء": كان فقيهًا أديبًا شاعرًا متكلمًا مفسرًا صوفيًا كاتبًا، وعنه أخذ ابنه أبو الطيب وفقهاء نيسابور. وقال السُّلمي -أيضًا- سمعته يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قُفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضةٍ ولا ذهبٍ قط. قال السُّلمي: قلت يومًا للأستاذ أبي سهل في كلام جرى بيننا: لِمَ؟ فقال لي: أما علمت أن من قال لأستاذه: لِمَ لا يفلح أبدًا.
وقال لي يومًا: عقوق الوالدين يمحوها الاستغفار، وعقوق الأستاذين لا يمحوها شيء. وقال أبو منصور الثعالبي في "يتيمته": معلوم