قال: نعم يا خليع، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوْبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات محُبًّا في الله فله أجر الشهادة".
قال البَيْهَقِي في "البعث والنشور": أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "التاريخ"، ثنا أبو سهل محمد بن سليمان، وساق بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل من أهل الجنة ليولد له الولد كما يشتهي، يكون حمله وفصاله وشبابه في ساعة واحدة".
قال الأستاذ أبو سهل: أهل الزيغ ينكرون هذا الحديث، وقد روى فيه غير إسناد، وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذاك فقال: يكون نحو ما رويناه، والله سبحانه يقول:{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ}[الزخرف: ٧١]، وليس بالمستحيل أن يشتهي المؤمن الممكن من شهواته الصفي المقرب المسلط على لذاته قرة عين وثمرة فؤاد من أنعم الله عليهم بأزواج مطهرة، فإن قيل: ففي تأويله أنهن لا يحضن ولا ينفس وأنّي يكون الولادة، قلت: الحيض سبب الولادة الممتد أجله بالحمل على الكره والوضع عليه، كما أن جميع ملاذ الدنيا من المآرب والمطاعم والملابس على ما عرف من التعب والنصب وما يعقب كل مما يحذر منه، ويخاف من عواقبه، هذه خمرُ الدنيا المحرّمة المستولية على كل بلية قد أعدَّها الله تعالي لأهل الجنة منزوع البلية موفق اللذة فلِمَ لا يجوز أن يكون على مثله ولد.