للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنماطي الفقيه بالري يقول: سمعت الصاحب أبا القاسم بن عباد يقول: إني أعلم أنه لا يرى مثله، ولا رأى مثل نفسه، وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سُئل أبو الوليد النَّيْسابُوري عن أبي بكر القفال، وأبي سهل، أيهما أرجح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل! وسمعت أبا الفضل بن يعقوب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد السوجردي يقول: كنت في حلقة أبي بكر الشافعي الصيرفي فسمعته يقول: خرج الصعلوكي إلى خراسان، ولم ير أهل خراسان مثله، وسمعت أبا بكر محمد بن علي القفال الفقيه ببخارى يقول: قلت للفقيه أبي سهل بنيسابور حين أراد مناظرتي: هذا ستر قد أسبله الله علي فلا تسبق إلى كشفه. سمعت الأستاذ أبا سهل، وقد دُفِعَ إليه ورقة فيها مسألة، فلما قرأها لنفسه قرأها علينا فإذا فيها:

تَمَنَّيْتُ شَهْرَ الصَّوْم لا لِعبادَةٍ ... ولَكِنْ رجاءً أنْ أَرَى لَيْلَةَ القَدْرِ

فأَدْعُوا إله الناسِ دَعْوة عاشِقٍ ... عسى أن يُريحَ العاشِقِينَ مِنَ الهَجْرِ

فطلب الأستاذ قلمًا، وكتب في الوقت في آخرها:

تَمَنَّيْتَ ما لوْ نِلْتَه فَسَدَ الهَوَى ... وَحَلَّ بهِ لِلْحِينِ قاصمةُ الظَّهْرِ

فما في الهَوَى طِيْبٌ ولا لَذَّةٌ سِوَى ... مُعاناة ما فيه يُقاسَى مِنَ الهَجْرِ

وروى الحاكم بإسناده إلي الأستاذ أبي سهل، بإسناده إلي أبي نُواس، قال: مضيتُ يومًا إلي أزهر السَّمّان، فوجدت ببابه جماعة من أصحاب الحديث، فجلست معهم أنتظر خروجَه، فمكث غير بعيد، وخرج، ووقف بين بابي داره، ثم قال لأصحاب الحديث: حوائجكم، فجعلوا يذكرونها له، ويحدِّثهم بما يسألونه، ثم أقبل عليَّ، وقال: حاجَتك يا حسن، فقلت:

<<  <  ج: ص:  >  >>