الأنماطي الفقيه بالري يقول: سمعت الصاحب أبا القاسم بن عباد يقول: إني أعلم أنه لا يرى مثله، ولا رأى مثل نفسه، وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سُئل أبو الوليد النَّيْسابُوري عن أبي بكر القفال، وأبي سهل، أيهما أرجح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل! وسمعت أبا الفضل بن يعقوب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد السوجردي يقول: كنت في حلقة أبي بكر الشافعي الصيرفي فسمعته يقول: خرج الصعلوكي إلى خراسان، ولم ير أهل خراسان مثله، وسمعت أبا بكر محمد بن علي القفال الفقيه ببخارى يقول: قلت للفقيه أبي سهل بنيسابور حين أراد مناظرتي: هذا ستر قد أسبله الله علي فلا تسبق إلى كشفه. سمعت الأستاذ أبا سهل، وقد دُفِعَ إليه ورقة فيها مسألة، فلما قرأها لنفسه قرأها علينا فإذا فيها:
فما في الهَوَى طِيْبٌ ولا لَذَّةٌ سِوَى ... مُعاناة ما فيه يُقاسَى مِنَ الهَجْرِ
وروى الحاكم بإسناده إلي الأستاذ أبي سهل، بإسناده إلي أبي نُواس، قال: مضيتُ يومًا إلي أزهر السَّمّان، فوجدت ببابه جماعة من أصحاب الحديث، فجلست معهم أنتظر خروجَه، فمكث غير بعيد، وخرج، ووقف بين بابي داره، ثم قال لأصحاب الحديث: حوائجكم، فجعلوا يذكرونها له، ويحدِّثهم بما يسألونه، ثم أقبل عليَّ، وقال: حاجَتك يا حسن، فقلت: