للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصاحب: هذا يريد أن يكون أبا بكر الخوارزمي، فأذن له بالدخول، فدخل عليه فعرفه وانبسط له، وأكرمه، وأقام في نعمته مدة، ثم إنه كتب يومًا هذين البيتين وجعلهما في مكان يجلس فيه الصاحب وهما:

لا تحمدنَّ ابن عبادٍ وإن هطلت ... كفاه بالجود حتى أخجل الدِّيَما

فإنها خطرات من وساوسه ... يُعطي ويمنع لا بُخلًا ولا كرمًا

ثم إن الخوارزمي فارق ابن عباد فلما وقف عليهما، قال بعد أن بلغ الصاحب موته:

أقول لركب من خراسان أقبلوا ... أمات خوارزميّكم قيل لي: نعمْ

فقلت اكتبوا بالجص من فوق قبره ... ألا لعن الرحمن من يكفر النِّعَمْ

قال الصفدي: الظاهر أن الخوارزمي كان فيه ملل واستحالة لأن أبا سعيد أحمد بن شهيب الخوارزمي قال فيه:

أبو بكر له أدب وفضل ... ولكن لايدوم على الوفاء

مودته إذا دامت لخلٍّ ... فمن وقت الصباح إلى المساء

وقال أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحُصري المتوفى (٤١٣) في كتاب النورين: كان أبو بكر الخوارزمي رافضيًا غاليًا، وفي مرتبة الكفر عاليًا، أخبرني من رآه بنيسابور وقد كظه الشراب فطلب فقَّاعًا فلم يجده فقال: لعن بما قال:

إذا عوزا الفقاع لمِّا طلبته ... هجوت عتيقًا والدلام ونعثلا

فإذا كان يهتف بهذه الجملة بغير علة فكيف به مع تفريع العلل وتوسيع الأمل ممن يطايقه على كفره ويوافقه على شره.

وقال ياقوت في "معجم البلدان" ترجمته ابن جرير الطبري: وكان أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>