التي توفي فيها أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة -أي في حياة ابن خزيمة- وقد روى عنه أبو علي الحافظ، وأكثر مشايخنا بنيسابور المتقدمين من أهل ذلك العصر، وكان يقول: اسم أمي آمنة، واسمي محمَّد، واسم أبي عبد الله، فاسمي واسم أبي وأمي يوافق اسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسم أبيه وأمه؛ يفرح بهذه الموافقة. وكان ورَّاقه أبو العباس المصري خانه، واختزل عيون كتبه، وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله، فكان أبو عبد الله يجامله جاهدًا في استرجاعها منه فلم ينجع فيه شيء، وكاد أبو العباس يفوِّتنا حديث أبي عبد الله، فذهبت إلى أبي محمَّد عبد الله بن حامد الفقيه، فقلت له: إن هذا الرجل فوَّتنا هذا الشيخ، وهو يجامله بسبب كتبه عنده، ولا يعلم أنه لا يفرج قط عن جزء من أصوله، وإن قُتل فان الشيخ أبا بكر بن إسحاق حبسه، ولم يقدر على استرجاع الكتب منه، فلو نصب أبا بكر الساوي الوراق مكانه ليُسمع الناس ما بقي عنده، وكان أبو عبد الله الصفار يحُل أبا محمَّد بن حامد محلَّ الولد، وأبو محمَّد يخاطبه بـ: العم، قصده ونصحه فقبل نصيحته، ونصب أبا بكر الساوي مكانه، وعقد أبو بكر في الأسبوع بضعة عشر مجلسًا، فانتفع الناس بما بقي عند أبي عبد الله، وكان لا يقعد ولا يقوم إلا ويبكي ويدعو على أبي العباس يقول: اللهم إنك تعلم أن أبا العباس المصري ظلمني وخانني. قال الحاكم: وكان محل أبي العباس هذا من هذه الصنعة أجل محل، فذهب علمه، وساءت عافيته بدعاء الشيخ الصالح عليه، نسأل الله سبحانه العصمة. وقال أبو نعيم في "تاريخه": أحد العباد، سكن نيسابور. وقال السمعاني في "الأنساب": من أهل أصبهان، سكن نيسابور، وكان