رأيت مؤدبًا يعلم مستأجرًا له مقصورة ابن دريد، وقد بلغ ذكر الميكالية، فقال لي: يا خراساني، أبو العباس هذا له عندكم عقب؟ فقلت: هو بنفسه حي، فتعجب من هذا أشد العجب، وقال: أنا أُعلم هذه القصيدة منذ كذا سنة.
ومن ذلك ما ذكر في "تاريخ ثغر عدن" عن الحاكم أبي عبد الله عن أبي منصور الفقيه أنه كان في عدن أبين يوم عيد فشدت عنزة -يعني ماعز- بقرب المحراب فخطب الخطيب وصلى، فقال: فسألتهم، ما هذه العنزة المشدودة في المحراب؟ قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي يوم العيد إلى عنزة، فقلت: يا هؤلاء صحَّفْتم، ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا، وإنما كان يصلي إلى عَنزة، وأعربي يذاكرنا، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
صلى نصب بين يديه شاة، فأنكرت ذلك عليه، فجاء بجزء فيه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا صلى نصب بين يديه عَنزة، ووجه الخطأ أنه اعتقد الإسكان في النون.
قلت:[ثقة حافظ، أديب فقيه، زاهد، مصنف].
"المعرفة"(٣٨٧)، "مختصر تاريخ نيسابور"(٥١/ ب)، "تبيين كذب المفتري"(١٩٩)، "طبقات ابن الصلاح"(١/ ١٨٩)، "النبلاء"(١٦/ ٤٩٨)، "تاريخ الإِسلام"(٢٧/ ١٢٨، ١٧٦)، "الوافي بالوفيات"(٣/ ٣١٧)، "طبقات السبكي"(٣/ ١٣٩، ١٧٩)، والأسنوي (١/ ٢٠٢)، وابن كثير (١/ ٣٣٢)، "العقد المذهب"(١٣٥)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(١/ ١٦٤)، تاريخ ثغر عدن (٢٦٦).