للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُوَسِّع رَحْلي على من نزل ... وزادي مباحٌ على من أكل

تقدم حاضر ما عندنا ... وإن لم يكن غير بقل وخل

فأما الكريم فيرضى به ... وأما البخيل فمن لم أُبَل

ومن نظمه -أيضًا- قصيدة طنانة، وكلمة بديعة رنانة، شأنها عجيب، رد فيها على قصيدة النقفور اللعين عظيم الروم، التي ساءت المسلمين، وشقت عليهم، لما كان فيها من التثريب والتعيير، وضروب الوعيد والتهديد، وقد ذكرها بطولها العلامة السبكي في "طبقاته"، ولما تضمنته مِن العزة بهذا الدين، خاصة وأن زماننا قد أصبح شبيهًا بزمان ذلك النقفور اللعين، فهاكها:

أتاني مقالٌ لَامرئٍ غير عالمٍ ... بطُرْقِ مجاري القول عند التخاصمِ

تخرَّص ألقابًا له جِدَّ كاذب ... وعدَّدَ آثارًا له جِدَّ واهمِ

وأفْرَط إرْعادًا بما لا يُطيقُه ... وأدْلىَ ببرهانٍ له غيرِ لازمِ

تسمَّى بطُهْرٍ وهو أنجسُ مُشِركٍ ... مدنَّسة أثوابُه بالمداسِمِ

وقال مَسِيحيٌّ وليس كذاكمُ ... أخوة قَسْوةٍ لا يحَتذِي فِعْلَ راحمِ

وليس مسيحيًا جهولًا مُثَلِّثًا ... يقولُ لعيسى جَلَّ عن وَصْفِ آدمِ

تثبَّتْ هداكَ اللهُ إن كنتُ طالبًا ... لخِقٍ فليس الخَبْطُ فِعْلَ المُقَاسمِ

ولا تتكبَّرْ بالذي أنتَ لم تنَلْ ... كلابس ثَوْبِ الزُّورِ وَسْطِ المقاومِ

تُعَدَّدُ أيامًا أتت لِوقوعِها ... سنونٌ مضَتْ من دهرِنا المُتقادمِ

سُبِقْتَ بها دهرًا وأنت تعُدُّها ... لنفسِك لا ترْضَى بِشْرك المُساهِمِ

وما قدرُ أرتاح ودارا فيُذْكَرا ... فَخارًا إذا عُدَّت مَساعِي القُماقمِ

وما الفخرُ في ركضٍ على أهل غِرةٍ ... وهل ذاك إلا مِن مخافةِ هازمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>