وهل نِلْتَ إلا صُقْعَ طَرْسُوسَ بعد أنْ ... تسلَّمْتَها من أهلها كالمُسالمِ
وَمصِّيصَةٍ بالغَدْرِ قتَّلْتَ أهلَها ... وذلك في الأدْيانِ إحدى العظائمِ
ترى نحنُ لم نُوقِعْ بكم وبلادِكُمْ ... وقائعَ يُثنَى ذكرُها في المواسمِ
مِئينَ ثلاثًا من سنينٍ تتابَعَتْ ... تَدُوسُ الذَّرَى من هامِكُمْ بالمناسمِ
ولم تُفتَح الأقطار شرقًا ومغربًا .. فتُوحًا تناهَتْ في جميعِ الأقالمِ
أتذكرُ هذا أم فُؤادُك هائم ... فليس بناسٍ كلَّ ذا غيرُ هائمِ
ومنْ شَرِّ يومٍ للفتى هَيَمانُه ... فيا هائمًا بل نائمًا شر نائمِ
ولو كان حقًا كلَّ ما قلتَ لم يكُنْ .. علينا لكُمْ فَضْل وفخرُ مكارمِ
فمنكُم أخذْنا كلُّ ما قد أخذتُمُ ... وأضعافَ أضْعافٍ له بالصَّماصمِ
طردْناكُمُ قهرًا إلى أرضِ رُومكُم ... فَطِرتُم من السّاماتِ طَرْدَ النّعائمِ
لجأتم إليها كالقنافذ جُثَّمًا ... أدلاهمُ عن حتفِهِ كلُّ حاطِمِ
ولولا وصايا للنِّبَّي محمَّد ... بكُم لو تنالُوا أمْنَ تِلكَ المجاثمِ
فأنتمُ على خُسْر وإن عادَ برهة ... إليكم حواشِيها لغفْلَةِ قائمِ
ونحنُ على فَضْلٍ بما في أكُفِّنا .. وفخرٍ عليكُم بالأُصولِ الجسائمِ
ونرجُو وَشِيكًا أن يسِّهل ربُّنا .. لرَدِّ خَوافي الرِّيشِ تحتَ القوادِمِ
وعظَّمْتَ من أمْرِ النِّساءِ وعِنْدَنا .. لكم ألفُ ألفٍ من إماءٍ وخادمِ
ولكن كَرُمْنا إذا ظَفْرِنا وأنتُمُ ... ظَفْرتُم فكنتم قُدْوة للالائمِ
وقُلتَ مَلَكْناكُم بَجْورِ قُضاتِكمُ ... وبيعهمُ أحكامَهم بالدَّراهمِ
وفي ذاكَ إقرار بصِحَّةِ دِيْينا ... وألَا ظَلَمْنا فابتُلِينا بظالمِ
وعدّدْتَ بُلْدانا تُرِيدُ افتتاحَها ... وتلكَ أمانٍ ساقَها حُلْمُ حالمِ
ومَن رامَ فتْحَ الشَّرقِ والغَربِ ناشرًا ... لدينِ صَليبٍ فهْوَ أخْبَثُ رائمِ