ومن دان للصُّلْبانِ يَبْغِي به الهُدَى ... فذاك حمارٌ وَسْمُه في الخَراطِمِ
وليس وَليًا للمَسِيحِ مُثلِّثٌ ... فيرجُوه نِقْفورٌ لمِحْوِ المآثِم
وعيسى رسولُ الله مَوْلودُ مَرْيَمٍ ... غَذَتْهُ كما قد غُذِّيَتْ بالمطاعِمِ
وأمّا الذي فوقَ السَموات عرشُه ... فخالقُ عيسى وهو محُي الرَّمائمِ
وما يُوسُف النَّجارُ بَعْلًا لمريم ... كما زعمُوا كَذَّبْ به قولَ زاعم
وإنجيلُهُمْ فيه بيانٌ لقَوْلِنا ... وبُشْرَى بآتٍ بعْدُ للرُّسْلِ خاتمِ
وسمّاهُ بارقليط يأتي بكَشْفِ ما ... أتاهُمْ به من حَمْلهِ غيرَ كاتم
وكان يُسَمَّى بابنِ داودَ فيهمُ ... بحيثُ إذا يُدْعَى به في التَكالمِ
وهل أمْسَكَ المِنْديل إلَّا لحِاجَةٍ ... وهل حاجةٌ إلا لعبد وخادِمِ
وإن كان قد ماتَ النَّبِيُّ محمدٌ ... فأُسْوَةُ كلِّ الأنبيا والأعاظِمِ
وعيسى له في الموْتِ وَقْتٌ مُؤَجَّلٌ ... يَموتُ له كالرَّسْلِ من آلِ آدمِ
فإن دَفَعُوا هذا فَقَدْ عَجَّلُوا له ... وفاة بصَلْبٍ وارْتكابِ صيالمِ
صَيالمُ مِنْ إكليلِ شَوْكٍ وأَحْبُل ... يجُرُّ بها نحوَ الصَّليب وَلاطمِ
وإن يَكُ أولادٌ لأحمدَ جُرِّعُوا ... شدائدَ مِن أسرٍ وجَزِّ جَماجِمِ
فعيسى على ما تزعمُون مجُرَّعٌ ... مِن القتْلِ طَعْمًا مثل طَعْم العَلاقِمِ
ويحيى وزَكْرِيّا وخلْقٌ سواهُما ... أكارمُ عندَ الله نَجْلُ أكارِمِ
تولَّتُهُم أيدي الطَّغاة فلم تنل ... قضاياهم من ذاكَ وصمة واصمِ
فمَنْ مُبْلِغٌ نِقْفورَ عنِّي مقالِتي ... جوابًا لمِا أبْداهُ من نَظْمِ ناظمِ
لئنْ كان بعضُ العُرْبِ طارَتْ قلوبهُمْ ... أو أرْتَدَّ منهم حَشْوَةٌ كالبهائمِ
لقد أسْلَمْت بالشَّرقِ هِنْدٌ وسِنْدُها ... وضِينٌ وأتْراكُ الرِّجالِ الأعاجمِ
بتدْبِير مَنْصور بن نوح وجُندِه ... وأشياخِه أهلِ النُّهَى والعزائمِ