أشار إليه الستر حتى كأنه ... مع السرّ في قلبي ممازج أسراري
فيا عجبي أني بأني قائم ... آتيه على نفسي بمكنون إضمار
سمعت أبا الحسن الهاشمي -واحد عصره- بمكة يقول: لقد مَنَّ الله عليكم يا أهل خراسان بالأمير العادل أبي الحسن محمَّد بن إبراهيم، وجعل لنا فيه أوفر الحظوظ فيما يذكر به في كل موسم.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي في "تاريخ الصوفية": أبو الحسن محمَّد بن أبي إسماعيل العلوي، أحد الأشراف علمًا ونسبًا، ومحبة للفقراء وصحبة لهم، مع ما يرجع إليه من العلوم، كتب الحديث والفقه وغير ذلك، وصحب جعفر الخلدي، وكان يكرمه، دخل دويرة الرملة ولم يتعرف إليهم، وكان يقوم بخدمتهم أيامًا حتى دخل يومًا إنسان من الجبل، فذهب إلى رأسه وقبله، وقال: أيها الشريف، فقال عباس الشاعر: مَنْ هذا؟ فقال: هذا شريف أهل الجبل، وهو ابن أبي إسماعيل الحسني العلوي، وليس بهمذان ونواحيها أغنى منه وأجل، وكان يخدم في الدويرة، فقام عباس الشاعر وأخذ رجله فقبلها، وقال: إن كنتَ أحسنت إلى نفسك فلم تحسن إلينا، فقال: الساعة يرجع إلى رأس الأمر، فأخذ ركوته، وخرج من الرملة، وذهب إلى مصر ولقي أبا علي الكاتب ومشايخهم، وكتب الحديث الكثير ورواه. وقال شيرويه في "تاريخ همذان": ثقة صدوق، صوفي واعظ، تفقه ببغداد على: أبي علي بن أبي هريرة، وتزهد وجاور، ثم رجع فأقام ببخارى مدة وبها مات. وقال الخطيب في "تاريخه": نشأ ببغداد، ودرس فقه الشافعي على: أبي علي بن أبي هريرة، وسافر إلى الشام، وصحب الصوفية، وصار كبيرًا