الكنجروذي، وأبا بكر محمَّد بن عبد الرحمن، ومحمد بن محمَّد بن يحيى، وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وأبو بكر محمَّد بن الحسن بن علي المقرئ، وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو القاسم المغازي وأبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المقرئ، وأبو عثمان سعيد بن محمَّد البحيرى، وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": أبو طاهر حفيد إمام المسلمين أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، كاتبوه للتزكية سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقد كان سمع الكثير من جده أبي بكر، وأبوي العباس السَّرَّاج والماسرجسي، فعقدت له المجلس للتحديث في شهر رمضان من سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت له منها مائتين وخمسين جزءًا من سماعاته "الصحيحة"، وحُمِلَتْ إلى منزلي، فَخَرَّجْتُ له "الفوائد" في عشرة أجزاء، وقلت له: دع الأصول عندي صيانة لها وحَدِّث بالفوائد، فلما كان بعد سنين حمل تلك الأصول وفَرَّقها على الناس، وذهبت، ومدَّ يده إلى كتب غيره فقرأ منها، ثم إنه مرض وتغير بزوال عقله في ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ثم إني قصدته بعد ذلك غير مرة للرواية، فوجدته لا يعقل، وكل من أخذ عنه بعد ذلك فلِقِلَّة مبالاته بالدِّين، وتوفي في جمادى الأولى من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، ودفن في بيت جده بقربه. قال الذهبي في "النبلاء": قلت: ما أُراهم سمعوا منه إلا في حال وعيه، فإن من زال عقله كيف يمكن السماع منه؟ بخلاف من تغير ونسي وانهرم. وقال في "التاريخ": وما اعتقد أنهم سمعوا منه إلا في صحة عقله، فإن من لا يعقل كيف يُسْمَع عليه، والله