قبل موته بنحو سنتين، وكان في أول أمره له جلالة، فكلام الحاكم يدل على أن الرجل فيه غفلة ولا يستطيع أن يميز صحيح سماعاته من جده، وإن كان لا يضره عدم تمييزه للفوائد؛ لأن هذه منزلة الكبار، وكم من ثقة لم يبلغها، إلا أنه يظهر من كلام الحاكم أنه كان مرتابًا منه خائفًا من جهته على أصول جده، ولذا طلب إبقاءها عنده صيانة لها، وقد صدقت فيه فراسة الحاكم، فلما أخذها باعها، أو فرقها في الناس، وحدث من كتب غيره، وإذا حدَّث من كتب غيره وهو صاحب غفلة، فلا شك أنه سيخلِّط، هذا كله قبل زوال عقله، فأين دليل ما قاله الذهبي -رحمه الله-: الشيخ المحدث الجليل؟! لعل ذلك كان في أول أمره، ولذا راسلوه بالتزكية، لكن كلام الحاكم جرح مفسَّر، كما سبق بيانه، ولذا فلا تميل نفسي إلى الاحتجاج به، والله أعلم.