وبالكوفة: علي بن العباس المقانعي، ونظرائه، وبمكة: محمَّد بن جعفر الدَّيْبُلي، وبمصر: علي بن أحمد بن سليمان علَاّن وأشباهه، وبالشام: أحمد بن عمير بن جوصا، وأبي الجهم بن طِلَاب المَشْعَراني، وبالجزيرة: أبا عروبة الحراني وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "مستدركه" وأكثر منه، ووصفه بالحافظ المقرئ، ونسبه -وأبو عبد الله بن مندة، وأبو بكر البرقاني، وأبو حازم العبدوي، وأبو بكر بن المقرئ في "معجمه"، وذكر أنه حدثه على باب أبي عروبة-، وأبو علي الحافظ -وهما أكبر منه-، وأبو عمرو محمَّد بن أحمد البجيري، وأبو محمَّد إسماعيل بن إبراهيم القراب، وإسماعيل بن إبراهيم بن محمَّد النصراباذي، وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": هو أبو الحسين الحجاجي، ذكرت في "تاريخ النَّيْسابُوريين" مناقب جَدِّهم إسماعيل بن الحجاج، وكان من أصحاب إسحاق الحنظلي، وذكرت مناقب يعقوب بن إسماعيل، وكان من أصحاب محمَّد بن يحيى الذهلي، واسم جدهم الحجاج بن الجراح، فأما أبو الحسين العبد الصالح والصدوق المثبت، فإنه كان من الصالحين المجتهدين في العبادة، قرأ القرآن على: أبي بكر بن مجاهد، وسمع بنيسابور، والريّ وبغداد والكوفة ومكة ومصر والشام والجزيرة، وصَّنف "العلل" و"الشيوخ" و"الأبواب"، وكان يمتنع وهو كهل عن الرواية, فلما بلغ الثمانين لزمه أصحابنا بالليل والنهار، حتى سمعوا كتاب "العلل"، وهو نيِّف وثمانون جزءًا، و"الشيوخ" وسائر المصنفات، صحبته نيفًا وعشرين سنة بالليل والنهار، فما أعلم أن المَلَك كتب عليه خطيئة،