وحدثنا أبو علي الحافظ في مجلسه للإملاء قال حدثني أبو الحسين بن يعقوب وهو أثبت من حدثتكم عنه اليوم، فذكر عنه حديثًا. وكنت أسمع أبا علي الحافظ غير مرة يقول: لم يجيء عفان، وقلت لعفان، وقال لي عفان ويقول: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين وأنا ألقبه بعفان لتثبته، ولعمري إنه كما قال أبو علي، فإن فهمه كان يزيد على حفظه. وقال الخليلي في "الإرشاد": حافظ مبرز، من أقران أبي أحمد الكرابيسي، ارتحل إلى العراقيين والشام، وأدرك أبا عروبة، وأقرانه بالشام، وبنيسابور: السراج، وابن خزيمة، وبالعراق: حامد بن شعيب، والبغوي، مات قبل أبي أحمد، وله تصانيف، في "الأبواب"، وغيرهما. وقال الخطيب في "تاريخه": كان أحد قراء القرآن، قرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وكان عبدًا صالحًا ثبتًا حافظًا، صنف "العلل" و"الشيوخ" و"الأبواب"، وحدث ببغداد قديمًا في أيام أبي بكر بن أبي داود. وقال السمعاني في "الأنساب": حافظ نيسابور في عصره، ومن كان يضرب به المثل في الحفظ والإتقان، رحل إلى الحجاز والعراق والشام والجزيرة، وأدرك الشيوخ. وقال ابن طاهر القيسراني: في "الأنساب المتفقة": روى عنه الحاكم، وأبو علي الحافظ وأثنيا عليه في الثقة والحفظ. وقال ابن عساكر في "تاريخه": أحد علماء نيسابور وثقاتهم. وقال رشيد الدين العطار في "نزهة الناظر": أحد الأكابر من حفاظ الحديث. وقال ابن عبد الهادي في "طبقاته": الإِمام الحافظ المقرئ. وقال الذهبي في "النبلاء": الإِمام الحافظ الناقد، المقرئ المجود شيخ خراسان، صدر المقرئين والمحدثين، جمع وصنف، وصحح وعلل وبَعُد صيته. وقال في