للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقراءة "المبسوط" فقال: يا سبحان الله، عندكم راوي هذا الكتاب الثقة المأمون أبو العباس الأصم، وأنتم تريدون أن تسمعوه من غيره.

وسمعمت أبا أحمد الحاكم الحافظ يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: ما بقي لكتاب "المبسوط" راوٍ غير أبي العباس الوراق، وبلغنا أنه ثقة صدوق.

وحضرت أبا العباس يومًا في مجلسه فخرج ليؤذن لصلاة العصر، فوقف موضع المئذنة ثم قال بصوت عالٍ: أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس، ثم أذن.

وسمعته يقول: رأيت أبي في المنام فقال لي: عليك بكتاب البُوَيْطي، فليس في كتب الشافعي كتاب أقل خطأ منه. وقرأت بخط أبي علي الحافظ على ظهر كتابه يحثه -يعني الأصم- على الرجوع عن أحاديث أدخلوها عليه، ثم ذكرها، وقال: فوقع أبو العباس تحته: كل من روى عني هذه الأحاديث فهو كذاب، وليس هذا في كتابي، وكتبه محمَّد بن يعقوب بخطه.

وخرج علينا أبو العباس -رحمه الله- ونحن في مسجده، وقد امتلأت السكة من أولها إلى اخرها من الناس، وهو عشية يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وكان يُملي عشية كل يوم اثنين من أصوله مما ليس في "الفوائد" أحاديث، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء من كل فجٍّ عميق، وقد قاموا يطرِّقون له، ويحملونه على عواتقهم من باب داره إلى مسجده، فلما بلغ المسجد جلس على جدار المسجد وبكى طويلًا، ثم نظر إلى المستملي فقال: كنت سمعت

<<  <  ج: ص:  >  >>