أنشدنا أبو محمَّد عبد الله بن أحمد البِسْطامِي الفقيه لنفسه يمدح الشيخ أبا العباس بحضرته في مسجده:
ألا لا تكنْ مُغرىً بِوَصْفِ النواصِح ... وَنُوى كَخَطٍّ في الصحيفة لايحِ
وأوتاد أطناب كأن رؤوسها ... بهن شجاج في العيون اللوامح
وسفح خلال الأرمد أو ملعب ... بغيد يغازلن الرجال سوارح
ولاتسأل الأطلال عن حال سكنها ... وقدم قوافي فدفد متبارح
.... السائلين وإن هم ... أفاضوا دموعًا مثل جود المجارح
.... من تجلد جاهدًا ... ومن جاد فيها بالدموع السوابح
.... عن النسب لاتك مغرمًا ... بذكر النساء الغانيات الملائح
فمن يك مغرىً بالنسب فإنه ... يعد امرءً في دينه غير صالح
وخُذْ في امتداح المَعْقِيليِّ محمَّد ... تكن عندكم الناس أصدق مادح
هو الثقة العدل الذي ليس واجدًا ... أخو الطعن فيه مطعنًا بالقبائح
أعرُّ كريم ذو فضائل جمةٍ ... تليق به مستحسنات المدائح
له بحر عظمظم لا يغيظه ... تداول أيدٍ بالدلاء النوازح
أتيتك من بِسْطام يا غاية المُنى ... لِطيِّبِ ذكرٍ منك في الناس لائح
عشية قرَّنْتُ البعير وأيقنوا ... بأني بالترحال غير ممازح
وأني قد أثرتُ جوب صحاصح ... موصلة أطرافًا بصاصح
فقلتُ لهم: صبرًا فإني راحل ... إلى بلد من أرض بِسْطام نازح
فما شغلي غرس الغسيل بأيكة ... ولا الصفق بالأسواق عند المذابح
ولكن شغلي جمع آثار أحمد ... وعلم كتاب كالمجرة واضح
سأسمع ممَّن ليس يعرف مثلُهُ ... بأرض خراسان ولا بالأباطح