ففعل، وكان ممن عدَّله إبراهيم بن أبي طالب قديمًا. سمعته غير مرة يقول: ذهب عُمُري في جمع هذا الكتاب، يعني "المستخرج على كتاب مسلم". وسمعته يَنْدَمُ على تصنيفه "المختصر فيما اتفق عليه البخاري ومسلم" ويقول: من حقِّنا أن نجتهد في زيادة الصحيح، وقد رددته إلى أحاديث يسيرة. سمع: إبراهيم بن عبد الله السعدي، وذكر أن محمَّد بن يحيى الذهلي توفي وهو ابن ثمان سنين، وكان والده يجتهد أن يحضره مجلسه فلم يفعل حتى مات، وحمل إلى جنازته، وصلى عليه، فقيل لأبيه: فَوَّت ابنك محمَّد بن يحيى فلا تُفوِّته سائر الشيوخ، فحُمل إلى إبراهيم بن عبد الله، وسمع؛ علي بن الحسن الهلالي، وحامد بن أبي حامد المقرئ، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، ويحيى بن محمَّد بن يحيى الذهلي الشهيد، وأقرانهم، ثم طبقتين بعدهم وأكثر، وكان يحكي بخطه خط محمَّد بن يحيى الذهلي، روى عنه: أبو بكر بن إسحاق، وأبو الوليد الفقيهان، وغيرهما من الشيوخ.
سمعت أبا جعفر محمَّد بن صالح بن هانئ يقول: كان أبو بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة يقدِّم أبا عبد الله بن يعقوب على كافة أقرانه، وكان يرجع إليه، ويعتمد قوله فيما يرد عليه، وكان إذا شك في شيءٍ عرضه عليه.
وسمعت أبا عبد الله وتقدم إليه رجل، فقال: إني أحبُّك أيها الشيخ، قال: فِلِمَ تقول بالإرجاء؟ وأنشدنا أبو عبد الله بن الأخرم:
كل العداوةِ قد تُرْجَى إماتَتُها ... إلا عداوةَ من عاداك من حَسَدِ
وسمعته يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: أنشدنا أبو العتاهية: