وسمعت أبا عبد الله -أيضًا- يقول: ما رأيت أحسن عبادة من أبي عبد الله بن نصر ثم بعده البوشنجي، وكان محمَّد بن نصر المروزي يضع ذقنه على صدره ويقف كأنه رمح، وقال: ما رأيت مثل حَيْكان يحيى بن محمَّد - لا رحم الله قاتله- كان من أنحى الناس وأدبهم، وكان لا يلحن البتة. قال أبو عبد الله الحاكم: وكان أبو عبد الله بن الأخرم -رحمه الله- من أنحى الناس وأدبهم، وكان لا يلحن، ما أخذ عليه لحن قط، وله كلام حسن في العلل والرجال. حضرنا مجلس الصِّبغي، وحضر أبو علي الحافظ، وابن الأخرم، فأملى الصِّبْغي عن إبراهيم الهسنجاني، عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا:"من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها"، فقال ابن الأخرم: يا أبا علي من قال فيه: "فقد أدركلها كلها"؟ قال: هذا لا نحفظه إلا من حديث عبيد الله بن عمر عن الزهريّ. قال أبو عبد الله: بلى في حديث حرملة عن ابن وهب عن يونس، "فقد أدركلها كلَّها"، فقال أبو علي: حدثناه ابن قتيبة عن حرملة ولم يقل "كلَّها". قال أبو عبد الله: حدث به مسلم عن حرملة، وجرى بينهما كلام كثير. وفي المجلس الثاني أحضر أبو عبد الله كتاب مسلم بخط مسلم عن حرملة وفيه "كلها". فقال أبو علي: من لا يحفظ الشيء يعذر. فقال أبو عبد الله: من يُنكر هذا تُعرك أُذُنُه، وتُفَكُّ أسنانُه. فامتلأ أبو علي غيظًا، وهم أبو عبد الله بالقيام، فقال له أبو علي: اقعُدْ فإن هنا حسابًا آخر، قال: وما هو؟ قال: حَدَّثت عن كشمرد عن حفص عن إبراهيم بن طهمان بحديثين قد تفرد بها عن حفص ابنه، وأحمد قال: لم