قال الحاكم في "تاريخه": قدم علينا نيسابور، وهو أحسن حالًا مما صار في آخر أيامه بمرو، وحدث عن أبي عبد الله المحاملي، ومحمد بن محمد الدوري، وأقرانهما، ثم ارتقى عن ذلك بعد سنين، وحدَّث بالموضوعات فأكثر، توفي -رحمه الله- فإنها واسعة -أي أن رحمة الله تسعه على قبيح فعله- بمرو سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقيل: بخُوارزم. وقال أبو نعيم في "تاريخه": قدم علينا في ذي القعدة سنة ستين أو إحدى أو اثنين وستين وثلاثمائة، ورأيته بنيسابور أحد الطوافين. وذكر -أيضًا- أنه قدم قدمة ثانية في ذي الحجة سنة أربع وستين وثلاثمائة. وقال حمزة السهمي في "تاريخ جرجان": قدم جرجان في شوال سنة ست وستين وثلاثمائة، وأقام بها مُدَيْدَةً ثم خرج إلي خراسان. وقال أبو سعد الإدريسي في "تاريخ سمرقند": كان كذابًا أفَّاكًا، يضع الحديث على الثقات، ويسند المراسيل، ويحدث عمن لم يسمع منهم، حدثنا يومًا عن الربيع بن حسان، والمفضل بن محمد الجندي، فقلت: أين كتبت عنهما؟ ومتى كتبت عنهما؟ فذكر أنه كتب عنهما بمكة -حرسها الله- بعد العشرين والثلاثمائة، فقلت: كيف كتبت عنهما بعد العشرين وقد ماتا قبل العشر والثلاثمائة؟! ووضع نسخًا لأناس لا نعرف أساميهم في جملة رواة الحديث، مثل: طُرغال، وطرْبال، وكَدْكدَّن، وشُعبوب، ومثل هذا أشياءً غير قليل، ولا نعلم رأينا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة، ومع قلة الدراية، قيل: إن اسمه محمد، فتسمى بلاحق لكي يكتب عنه أصحاب الحديث، فقلت له، فقال: سماني أبي لاحقًا فأنا سميت نفسي محمدًا، كتبنا عنه بسمرقند حتى قال لي: ما أبقيت عندي شيئًا، وكتب لي بخطِّه