"الطهارة"، و"الصلاة" و"الزكاة" ثم كذلك إلى آخر كتاب "المبسوط ". قال: وسمعت محمَّد بن حَمدون يقول: صحبت أبا بكر بن إسحاق سنين؛ فما رأيته قط ترك قيام الليل في سفر ولا حضر. وسمعت أبا الفضل بن إبراهيم يقول: كان أبو بكر بن إسحاق يخلف إمام الأئمة ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره. قال الحاكم: رأيت أبا بكر غير مرة عقيب الأذان يدعو ويبكي، وربما كان يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يومًا أن يدمي رأسه، وما رأيت في جماعة مشايخنا أحسن صلاة منه، وكان لا يدع أحدًا يغتاب في مجلسه. ومصنفاته -يعني الصِّبْغي- في الفقه من أدل الدليل على علمه، ومصنفاته في الكلام لم يسبقه إلى مثلها أحد من مشايخ أهل الحديث. سمعت الشيخ أبا بكر يقول: رأيت في منامي كأني في دار فيها عُمَر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه عن المسائل، فأشار إليَّ أن أجيبَهم، فما زِلْتُ أُسأل وأجيب وهو يقول لي: أصَبْت، امض، أَصَبْتَ امض، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، ما النّجاةَ من الدنيا، والمخرج منها؟ فقال لي بإضبعه: الدُّعاء، فأعدت عليه السؤال، فجَمَع نَفْسَه كأنه ساجد لخضوعه، ثم قال: الدُّعاء.
وسمعته يقول: رأيت في منامي كأني في دار وأنا أظن أن أبا بكر الصِّديق - رضي الله عنه - فيها، فدخلت وفي الدار بستان أردت دخوله، فاستقبلني أبو بكر الصِّديق - رضي الله عنه - فعانقني وقبّل وجهي ودعا لي، وهذا عند ابتدائي في تصنيف كتاب "الفضائل".
وسمعته يقول: لما فرغت من تصنيف كتاب "الفضائل" رأيت في
المنام كأني خارج من منزل شخص -ذَكَرَه - واستقبلني النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه