أبو بكر، وعمر، وعثمان، أو علي - رضي الله عنهم - أحدها فإني شككت ولم أَشُك في أنهم كانوا أربعة -، فتقدّمت فسلّمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فردَّ عليَّ السلام، ثم تقدّمت إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فقبّل بين عينيّ وقال: جزاك الله عن نبيه خيرً وعنا خيرًا. قال أبو بكر -يعني الصِّبْغِي-: فأخرجت خاتمي هذا من أصبعي وجعلته في أصبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: نزعته فجعلته في أصبع أبي بكر ثم إلى آخر الأربعة، ثم قلت: يا رسول الله قد عمت بركة هذا الخاتم إذ دخل أصابعكم، ثم انتهيت.
وقد كان الشيخ أوصى أن يُدْفَن ذلك الخاتم معه.
وكتَبَ علي بن أبي هريرة إلى نَيْسابُور ليُكتب له "فضائل الأربعة" وكتاب الأحكام، فكُتِبَ وحِمِلَ إلى مدينة السلام، فأكثر الثنا عليه.
سمعته وسُئل عن حديث ابن عباس؛ أن رجلين صلَّيا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما:"أعيدوا وضوءكما"، قالا: لمَ يا رسول الله؟ قال:"اغتبتما فلانًا"، قال: يجوز أن يكون أمرهما بالوضوء ليكون كفارة لمعصيتهما وتطهيرًا لذنوبهما؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الوضوء يحُطّ الخطايا.
وسمعته وسُئِل عن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من غَسَّل ميتًا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ"، قال: إن صحَّ هذا الخبر فمعناه أن يتوضأ قبل حمله شفقة أن تفوته الصلاة بعد الحمد، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "من راح إلى الجمعة فليغتسل"، أي قبل الرواح.
وله كتاب "الأسماء والصفات"، وكتاب "الإيمان والقدر" وكتاب "فضل الخلفاء الأربعة"، وكتاب "الرؤية"، وكتاب "الأحكام" وحُمِلَ إلى بغداد، فكثر الثناء عليه، وكتاب "الإمامة".