التفت إلينا فقال: ما قلت لأحد قط لا تدخل داري إلا لهذا. قال الخليلي: سمعت الحاكم أبا عبد الله كما يروي عنه ليجمع بين جماعة يقول: وأبا بكر هو الإِمام المقدم، كان عالمًا بالحديث والرجال والجرح والتعديل، وفي الفقه كان المشار إليه في وقته، ثقة مأمون، سمع منه الكبار الحفاظ، وله بنيسابور دار وقفها على أهل العلم من الغرباء، وسكنها الفضلاء، ووقف عليهم من الضياع ما يكفيهم لطعامهم ولباسهم، وقد كتب على الحافظ أن يسكنها، وذكر قصة طويلة من أصول الدين، ممن كان مذهبه هذا، وهي بعد عامرة. قال الحاكم: ما عهدت بنيسابور أحسن ديانة منه وأكبر نفسًا. وقال السمعاني: أحد العلماء المشهورين بالفضل والعلم الواسع، شمائله وفضائله أكثر من أن يسعها هذا المقام. وقال الذهبي: الإمام العلامة المفتي شيخ الإِسلام، جمع وصنَّف، وبرع في الفقه، وتميز في علم الحديث. وقال السبكي: أحد الأئمة الجامعين بين الفقه والحديث.
ولد في رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة.