وأبو علي الحافظ، وأبو بكر أحمد بن محمَّد الأشناني، وآخرون.
قال الحاكم في "تاريخه": كان من أهل الصدق، والمحدثين المشهورين، انتخب عليه أبو علي الحافظ ثلاثة أجزاء، وأبو الحسين الحجاجي سبعة أجزاء، ولم يزل مقبولًا في الحديث مع ما كان يرجع إليه من السلامة، وسمعته يقول: أقمت ببغداد مدة، سنة أربع وخمسين وخمس وثمانين ومائتين على التجارة، ولم أسمع بها حديثًا واحدًا. وفي مجلس ابن فأخر الأصبهاني: قال الحاكم أبو عبد الله: رأيت أبا الحسن أحمد بن محمَّد بن عبدوس الطرائفي -المحدث- في المنام صبيحة يوم الثلاثاء العاشر من ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة، وعليه أثواب بيض، وهو أبيض الرأس واللحية يحدث وبين يديه جماعة يكتبون عنه وهو يقول: حدثنا عبد الله بن محمَّد بن مسلم الإسفرائيني، حدثنا سليمان بن سيف، فقلت له: يا أبا الحسن، ما تصنع بهذا النزول؟ حدثهم بما عندك عن عثمان بن سعيد الدارمي -رحمه الله-، فقال لي: يا أبا عبد الله، ليس ها هنا بهذا اعتبار، فسكت حتى فرغ من الحديث، ثم قلت: حدثهم بحديث عبد الملك بن عمير، وأنا أريد الحديث الذي حدثنا به عن عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، عن يزيد بن سعيد بن ذي غضوان عن عبد الملك بن عمير عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا كان يوم القيامة أعطى الله عز وجل كل رجل من هذه الأمة رجلًا من الكفار، فيقول: هذا فداؤك من النار" فحدث القوم بهذا الحديث، ثم قلت: لكم ها هنا مجالس في الحديث؟ قلت: نعم، ما منا أحد إلا وله مجلس للحديث، قلت: أرأيت