والرحلة، وأثبت أصحابنا في السماع والأداء، ومن بيت الحديث، فإني أعد في سلفه وبيته بضعة عشر محدِّثًا، وكان أسند أهل عصره، سمع بنيسابور، ورحل إلي العراق سنة إحدى وعشرين، ثم خرج إلي الشام، ثم دخل مصر وأكثر المقام بها، وصنف "المسند الكبير" في ألف وثلاثمائة جزء مهذبًا بالعلل، وجمع "حديث الزهري" جمعًا لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظ حديث الزهري، مثل الماء، وصنف "المغازي والقبائل"، وكان عارفًا بها، وصنف أكثر المشايخ والأبواب، وخرج على كتاب البخاري ومسلم في "الصحيح"، ولم يبلغ وقت الحاجة إليه، نظرت أنا له في الزهري، وفي الفوائد، ومقدار مائة وخمسين جزءًا من "المسند"، أدركته المنية - رضي الله عنه - قبل الحاجة إلى إسناده، ودفن علم كثير بدفنه. وقال في موضع آخر: سمع بنيسابور، ثم دخل العراقين والحجاز ومصر والشام، وانصرف عن طريق الأهواز، وجود عن مشايخ عصره في هذه الديار، وجمع حديث الزهري حتى زاد فيه على محمد بن يحيى، وكان محمد بن يحيى يعرف بالزهري، فصار الماسرجسي الزهري الصغير, ثم أفنى عمره في جمع "المسند الكبير"، وعندي أنه لم يصنف في الإسلام مسند أكثر منه، فإنه وقع بخطه في ألف وثلاثمائة جزء، وقد قلت على التحقيق إنه يقع بخطوط الوراقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، فإن أبا محمد بن زياد عقد له مجلسًا لقراءته على الوجه، وكان "مسند أبي بكر الصديق" بخط الحسين في بضعة عشر جزءًا بعلله وشواهده وكتبه الوراقون في نيف وستين جزءًا. وقال في "المدخل إلى الصحيح": أخبرني فقيه من فقهائنا عن أبي علي رحمنا الله وإياه كان يقول: قد بلغ