الفوارس النَّسفي إلى منزله حتى قرأت عليه "الموطأ"، عن أبي عبد الله البُوْشَنْجي عن يحيى بن بُكَيْر، عن مالك، ثم قال: وسمعت أبا سعيد الحسن بن أحمد بن زياد الرازي ببخارى يقول: ما ورد هذه الحضرة من الأمراء والملوك أحسن رعاية وإيجابًا لأهل العلم من أبي أحمد الأمير خلف بن أحمد. قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد السلامي يقول ونحن ببخارى مع الأمير أبي أحمد؛ قال: رأيت أبا بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه- في المنام كأنه يقول: قل لخلف بن أحمد: لا يضق صدرك بانجلائك عن الملك والوطن، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتكفل بردِّها إليك، وكانت ولادته للنصف من المحرم من سنة ست وعشرين وثلاثمائة. وقال في "المعرفة": أخبرني خلف قال حدثنا خلف قال حدثنا خلف قال حدثنا خلف قال حدثنا خلف. فالأول منهم: الأمير أبو أحمد خلف بن محمد السجزي، والثاني: أبو صالح خلف بن محمد البخاري، والثالث: خلف بن سليمان النسفي صاحب المسند، والرابع: خلف بن محمد كردوس الواسطي، والخامس: خلف بن موسى بن خلف اهـ.
وقال أبو نصر محمد بن عبد الجبار العُتبي في "تاريخه" الذي صنفه لمحمود بن سُبُكْتِكِين: كان خلَفٌ مغَشِيَّ الجَنابِ من أطراف البلاد لسماحة كفِّه، وغزارة سيبه، وإفضاله على أهل العلم وحزبه وقد مدح على السُّنَّة الشعراء والعلماء بما هو سائر، وذكره في الآفاق طائر، وقد كان جمع العلماء على تصنيف كتاب في تفسير كتاب الله تعالى لم يغادر فيه حرفًا من أقاويل المفسرين، وتأويل المتأولين، ونكت المذكرين، واتبع في ذلك بوجوه القراءات، وعلل النحو والتصريف، وعلامات التذكير