قال الحاكم في "تاريخه": كان شيخ أهل الرأي في عصره، وكان أحسن الناس كلامًا في الوعظ والذكر مع تقدمه في الفقه والأدب، وكان ورد نيسابور قديمًا مع ابن خزيمة وأقرانه، سمع بالري والعراق والحجاز، وورد نيسابور محدَّثًا، ومفيدًا سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وأنا ببخارى ثم جاءنا إلى بخارى فكتبت عنه بها وسكن سجستان، ثم انتقل إلى بلخ وسكنها. توفي بسمرقند وهو قاضٍ بها في جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ورد بذلك عليّ كتاب أبي محمد الزُّهري بخطه. وفي "الجواهر المضية" قال الحاكم أبو عبد الله: شيخ أهل الرأي في عصره، مع تقدُّمه في الفقه. صاحب كتاب "الدعوات والآداب والمواعظ"، له رحلة واسعة، جمع فيها بين بلاد فارس، وخراسان، والعراق، والحجاز، والشام، وبلاد الجزيرة.
روى عن أبي القاسم البَغَوي، وأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، في خلق.
ومن شعره في مدح أبي حنيفة النعمان بن ثابت وصاحبيه والأئمة القراء:
سَأَجْعَلُ لي النُّعْمانَ في الفِقْه قُدوَةً ... وسُفْيانَ في نَقْلِ الأَحادِيث سَيِّدًا
وَفي تَرْكِ ما لم يَعْنِنِي من عَقِيدَةٍ ... سأَتْبَعُ يَعْقُوبَ العُلا ومحُمَّدا
وأَجْعَلُ حِزْبي من قراءَةِ عاصِمٍ ... وحَمْزَةَ بالتَّحْقِيقِ دَرْسًا مُؤَكَّدا
وأَجْعَلُ في النَّحْو الكِسائِيَّ عُمدَتي ... ومَنْ بَعْدِه الفَرّاءَ ما عِشْتُ سَرْمَدا