عبد الملك بن أحمد الجُرجاني، وأبو عمرو البسطامي، ومحمد بن باكويه، وغيرهم.
قال حمزة السهمي في "تاريخه": كتب الحديث بجرجان في سنة تسعين ومائتين، ثم رحل إلي العراق، والشام، ومصر في سنة سبع وتسعين، وكان حافظًا متقنًا، لم يكن في زمانه مثله، تفرد بأحاديث، وقد كان وَهَب أحاديث له تفرد بها، لبنيه عدي، وأبي زرعة، ومنصور، تفردوا بروايتها عن أبيهم. وقال الخليلي في "الإرشاد": عدم النظر، حفظًا وجلالةً، ثم سالت عبد الله بن محمد القاضي، فقلت: كان ابن عدي أحفظ أم ابن قانع؟ فقال: ويْحَك زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي، وسمعت أحمد بن أبي مسلم الفارسي الحافظ يقول: لم أر مثل أبي أحمد بن عدي، فكيف فوقه في الحفظ، وكان قد لقي أبا القاسم الطبراني، وأبا أحمد الكرابيسي، والحفاظ، وقال لي: كان حفظ هؤلاء تكلفًا، وكان أبو أحمد حفظه طبعا، ارتحل إلي العراقين، والحجاز، والشام، ومصر، ومعجمه زاد على ألف شيخ ممن لقيهم، لقي بالبصرة: أبا خليفة، ومن هو أقدم موتًا منه، وبمصر: أصحاب أسد بن موسى، وابن عفير، سمع منه الكبار من أقرانه، وله تصنيف في الضعفاء ما صنف أحد مثله، وروى حديث "الجعفريات" عن محمد بن محمد بن أبي اِلأشعث المصري، سمعه منه ابن عقدة الكوفي، وقال له: ما أتى أحدٌ مثلك من أهل المشرق، يعني ما أتى بلدنا. وقال أبو الوليد الباجي: حافظ لا بأس به. وقال محمد بن طاهر المقدسي: لا خلاف نجده أن أبا أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني إمام هذا النوع أعني الجرح والتعديل، وأن كتابه المرجع في هذا الشأن.