والحسن بن محمَّد الخلال، وعبد العزيز الأزجي، وأبو القاسم التنوخي،، وأبو القاسم القشيري، وأبو علي الأهوازي، وأبو الحسين بن المهتدي بالله، وأبو صالح المؤذن، وخلق آخرهم أبو بكر خلف الشيرازي.
قال الحاكم في "تاريخه": الواعظ الزاهد، تفقه في حداثة السنن، وتزهد، وجالس الزهاد المجردين إلى أن جعله الله خلفًا لجماعة من العباد المجتهدين، والزهاد والتابعين، سمع بنيسابور، وتفقه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق بعد التسعين والثلاثمائة، ثم خرج إلى الحجاز، وجاور حَرَمَ الله وأَمْنَهُ بمكة -حرسها الله-، وصحب بها العُبّاد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها الواردين، وانصرف إلى وطنه بنيسابور، وقد أنجز الله له موعوده على لسان نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: {إن الله تعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فينادي جبريل بذلك في السماء، فيجبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض}، فلزم منزله ومجلسه، وبذل النفس والمال والجاه للمستورين من الغرباء والفقراء المنقطع بهم، حتى صار الفقراء في مجلسه أمراء، وقد وفقه الله لعمارة المساجد، والحياض، والقناطر، والدروب، وكسوة الفقراء، والعراة من الغرباء والبلدية، حتى بنا دارًا للمرضى، بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، ووكل جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم، وحمل مياههم إلى الأطباء، وشراء الأدوية، ولقد أخبرني الثقة أن الله تبارك وتعالي قد شفى جماعة منهم، فكساهم، وزودهم للرجوع إلى أوطانهم، وقد صنف في علوم الشريعة، ودلائل النبوة، وفي سير العُبَّاد والزهَّاد كتبًا