أمره، وانحطت حاله، وقصد غزنة فلم يحظ بطائل، وعاود نيسابور فمات بها، وكان أعطي من شعره مجلدة. وقال أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في "ذيل تاريخ نيسابور": الكاتب الشاعر، أوحد عصره في الفضل والإفضال والمروءات، طبقت بلاغته في النثر والنظم طبق الأرض، وذاع ذكره في الآفاق، وسار شعره في البلاد، وطريقته في الحكمة معنى وفي التجنيس لفظًا معجزة لا ينكرها أحد. وقال ابن الصلاح: كان أديبًا شاعرًا مشهور التطبيق والتجنيس، كثير الاختراع للمعنى الغريب النفيس، صاحب بلديه الإِمام أبا سليمان الخطابي، وله أشعار في تفضيل الشافعي، وتقريظ "مختصر المزني" وهو على ذلك من الشعراء الذين هم في كل وادٍ يهيمون، ولكل برقٍ يشيمون، فلذلك جاء عنه في تحليل النبيذ أبيات، ولتزكية الكرامية أبيات، ولكن عندما علت بخراسان كلمتهم، وشاكت أهل السنة شوكتهم. وقال الذهبي: العلامة شاعر زمانه، له نظم في غاية الجودة، كبير سائر بين الفضلاء.
قال مقيده -عفا الله عنه-: له نثر، وشعر، فمن نثره قوله: من أصلح فاسده، أرغم حاسده. إذا صحَّ ما فاتك فلا تأس على ما فاتك. والمعاشرة ترك المُعايَرَة. من سعادة جَدِّك وقُوْفُك عند حَدِّك.