وكلُّ وِجْدان حَظٍّ لا ثبات له ... فإنَّ مَعناهُ في التَّحقيقِ فُقدانُ
يا عامرًا لخراب الدَّار مجُتهدًا ... بالله هَلْ لخِرابِ العُمرِ عُمرانُ
ويا حَريصًا على الأموالِ يجمعُها ... أقْصِرْ فإن سُرور المالِ أحزانُ
زَعِ الفواؤدَ عن الدنيا وزُخرفها ... فَصَفْوُها كدرٌ والوَصلُ هُجْرانُ
أَحْسِنْ إلى النّاسِ تَسْتَعْبِد قلوبهُمُ ... فطالما استعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
وإن أساءَ مُسِيءٌ فَلْيكُنْ لكَ في ... عُروضِ زَلَّتِه صَفحٌ وغُفرانُ
واشْدُدُ يَدَيكَ بِحَبْل الله معتصمًا ... فإنّهُ الرُّكنُ إن خانتْكَ أركانُ
مَنِ استعانَ بغير الله في طلبٍ ... فإن ناصرَهُ عجزٌ وخُذْلانُ
مَنْ جادَ بالمالِ مالَ النَاسُ قاطبةً ... إليه والمالُ للإنسان فَتّانُ
من سالمَ النّاسَ يَسْلَمْ من غوائِلِهِمْ ... وعاش وهو قريرَ العين جَذْلانُ
والناسُ أعوانُ مَنْ وانَتْهُ دولتُهُ ... وهُمْ عليه إنْ خانَتْهُ أعوان
يا ظالمًا فرحًا بالسَّفد ساعَدهُ ... إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهرُ يَقْظانُ
لا تحسَبَنَّ سرورًا دائمًا أبدًا ... مَنْ سرَّهُ زمنٌ ساءَتْهُ أزمانُ
لا تَغْتَرِرْ بشبابٍ رائقٍ فَضِلٍ ... فكمْ تقدَّمَ قبلَ الشيب شُبّانُ
ويا أخا الشِّيْبِ لو ناصحتَ نفسكَ لم ... يكنْ لمِثلكَ في اللّذاتِ إمعانُ
هَب الشبيبةَ تُبلي عُذرَ صاحبها ... ما عُذْرُ أشيبَ يَسْتهويه شيطانُ
كُلًّ الذُّنوب فإن الله يَغْفِرُ ما ... إن شَيَّعَ المرءَ إخلاصٌ وإيمانُ
وكُلُّ كسرٍ فإنَّ الدِّين يحبُره ... وما لكَسْرِ قناةِ الدِّين جُبْرانُ
قلت: [ثقة جامع للأدب والعلوم، وأنكر عليه أشياء في آخر أمره].
"مختصر تاريخ نيسابور" (٤٦/ ب)، "اللطف واللطائف" (٣٣)،