الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذي اصطفى، أما بعد:
فها هو الإنجاز الثالث الفذُّ لأخينا أبي الطيب نايف بن صلاح المنصوري -حفظه الله- ضمن سلسلته المباركة:"تقريب رواة السنة بين يدي الأمة"، ألا وهو السِّفْر العظيم الذي ترجم فيه لشيوخ الحاكم النَّيْسابُوري - رحمه الله تعالي - بعد أن نفع الله بكتابه الأول: في تراجم شيوخ الإِمام الطَّبَراني، وكتابه الثاني في تراجم شيوخ الإِمام الدّارقُطْني، وكم هي فرحة طلاب العلم عندما تُساق إليهم هذه الفوائد؛ أسيرةً بين أيديهم، بعد أن ظفر بها قنّاص ماهر، وفارس مثابر، إنها والله فرحة عظيمة، وخدمة جليلة، وجهود مشكورة من أخينا أبي الطيب -طيَّب الله ذكره في الدارين-.
وسبق أن ذكرت أنه لا يَعْرِف قدْر الجهود إلا طلاب العلوم الذين
أهدرتْ عليهم أوقات كثيرة في البحث عن الرجال النازلين، وطالما تمنَّوْا وجود صاحب همة يطوي لهم الطريق طيًّا؛ ويزيدهم من العلوم شبعًا وريًّا، فكان هذا الفضل مدَّخرًا للمنصوري -نصره الله وأيده-، فأدام النظر في الكتب، وأطال البحث بين جوانب المكتبة، وأسْهر ليله، وحفظ وقته، وأشغل نفسه بما لا غنى لطلبة العلم عنه؛ فكان سعيًا مشكورًا، وعملًا مبرورًا، زاده الله توفيقًا وسدادًا وسرورًا.
وكالعادة فقد راجعتُ له هذا الكتاب، فانتفعت بغزارة مادته، وأعجبْتُ بحسن تصنيفه وترتيبه، وتشرفْتُ بتلخيص أحكامه، تسهيلًا لطالب العلم حصوله على الفائدة، وانتفاع بالكتاب، وقد أُسْهب في بعض الأحكام لأبين دليلي عند من قد يخالفني، وليتمرس طالب العلم على كيفية الجمع بين كلام أهل العلم الذي ظاهره التعارض، ويليق بي أن أشير إلى بعض القواعد