وكتب وتميز، وبرع في العربية، ومناقبه جمة -رحمه الله-. وقال في "العبر": مسند خراسان، كان مقرِئًا عارفًا بالعربية، له بصر بالحديث، وقدم في العبادة. وقال "جزء من عاش ... ": أول سماعه سنة خمس وتسعين ومائتين، وله رحلة واسعة. وقال في "الميزان": محدِّث نيسابور، زاهد ثقة، قال ابن طاهر: كان يتشيع. قلت: ما كان الرجل -ولله الحمد- غاليًا في ذلك، وقد أثنى عليه غير واحد. وقال في "النبلاء": تشيعه خفيف كالحاكم. وقال ابن السبكي في "طبقاته": الزاهد المقرئ الفقيه المحدث النحوي. وقال ابن الملقن: إمام ثقة عارف بهذا الشأن.
ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وتسعين، أو أربع وتسعين سنة، وصلى عليه الحافظ أبو أحمد الحاكم، كذا قال الحاكم، وذكر الخليلي أنه توفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وذكر السمعاني أنه توفي في سنة ثمانين وثلاثمائة.
تنبيه: جاء في "المستدرك"(١/ ٩٢): وأخبرني أبو عمرو بن أبي سعيد النحوي ثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد الرقي. فترجمه شيخنا -رحمه الله- بـ "محمَّد بن أحمد بن حمدان الحيري، أبي عمر وابن أبي جعفر" ثم قال: في ترجمته أبي عمرو من "السير" إن كنية أبيه أبو جعفر فلينظر أفي "المستدرك" خطأ أو له كنيتان، أم غير هذا، فالله أعلم.
قال مقيده -عفا الله عنه-: جاء في "إتحاف المهرة"(٥/ ١٥٧): ثنا أبو عمرو البحيري. وفي الحاشية ما نصه: البحيري من الأصل و (هـ) ولعله الصواب، وهو محمَّد بن أحمد بن أبي الحسين أبو عمرو