يسمع منه، رحل به أبوه إلى نسا فسمعه من الحسن بن سفيان الكتب، وخرج به إلى العراق فسمع: أحمد بن عبد الجبار الصوفي، وحامد بن محمَّد بن شعيب البلخي، وبالبصرة: محمَّد بن الحسين بن مكرم، وبالجزيرة: أبا يعلى وأقرأنه، وبالأهواز: عبدان بن أحمد العسكري، وبجرجان: عمران بن موسى، وصحب الزهاد، وأدرك أبا عثمان والمشايخ، وسمع من محمَّد بن زنجويه في سنة خمس وتسعين ومائتين، وكان المسجد فراشه نيفًا وثلاثين سنة، ثم لما عمي وضعف؛ نُقِل إلى بعض أقاربه بالحيرة، وسمعته يعدُّ ما عنده من المسانيد المسموعة، فقال:"مسند ابن المبارك"، و"مسند الحسن بن سفيان"، و"مسند أبي بكر بن أبي شيبة"، و"مسند أبي يعلى الموصلي"، و"مسند عبد الله بن شيرويه"، و"مسند السَّرَّاج"، ومسند "هارون بن عبد الله الحمال"، وولد له بنت، وعمره تسعون سنة، وتوفي وزوجته حُبلى، فبلغني أنها قالت له عند وفاته: قد قَربتْ ولادتي، فقال: سلَّمته إلى الله، فقد جاءوا ببراءتي من السماء، وتشهد، ومات في الوقت، -رحمه الله-. وقال الخليلي في "الإرشاد": ثقة عارف بهذا الشأن، سمع من شيوخ العراق، وخراسان، سمعت الحاكم أبا عبد الله يثني عليه، ويوثقه، كتب إليَّ بأحاديثه. وقال السمعاني في "الأنساب": من الثقات الأثبات. وقال رشيد الدين العطار في "نزهة الناظر": من علماء الحديث، وأعيان أهل النقل وثقاتهم، مشهور. وقال الذهبي في "النبلاء": الإِمام المحدث الثقة، النحوي البارع، الزاهد العابد، مسند خراسان، ارتحل به والده الحافظ أبو جعفر إلى العجم، والعراق، والجزيرة، والنواحي، وسمعه الكثير، وطلب هو بنفسه،