عبد الله بن مندة يقول: طفت الشرق والغرب مرتين. زاد بعضهم: فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثًا واحدًا. وقال حازم بن عمر بن أحمد المسعودي: سمعت أبا عبد الله محمَّد بن إسحاق الحافظ، يقول: كنت بمصر فبقيت يومًا عند أبي القاسم حمزة بن محمَّد الكَتّاني الحافظ، فلما أردت الانصراف أركبني حماره، فكنت أسير في أسواق مصر؛ والناس يقولون: انظروا، هذا حمار الشيخ حمزة، وقد أركب هذا الفتى حماره، فصار لي بذلك اليوم بمصر ذكر كبير. وذكر الخلال في "جزئه" - أيضًا - عن أبي العباس المستغفري أنه قال: سألت أبا عبد الله بن مندة يومًا ببخارى، كم تكون سماعات الشيخ؟ فقال: تكون خمسة آلاف مَنًّ. قال الذهبي في "النبلاء": قلت: يكون المَنُ من مجلدين أو مجلد كبير. وقال في "التذكرة": المن يجيء عشرة أجزاء كبار. وقال الصفدي في "الوافي": يكون خمسة آلاف صِنٍّ، والصِّنُّ بكسر الصاد السَّلَّة المطبَّقة.
وقال الخلال - أيضًا -: كتب إليّ أبو القاسم ابنه أنه سمع: أن أباه كتب عن أربعة من شيوخه أربعة آلاف جزء: عن أبي سعيد الأعرابي بمكة - حرسها الله - ألف جزء، وعن خيثمة بن سليمان بأطرابلس ألف جزء، وعن الأصم بنيسابور ألف جزء، وعن الهيثم بن كليب ببخارى ألف جزء. وقال أبو علي الحسين بن عبد الله بن فنجويه: سألت أبا عبد الله محمَّد بن إسحاق عن روايات عكرمة، عن عائشة؟ فقال: خمسون حديثًا. وروى ابن عساكر في "تاريخه" عن أبي النجيب الأرموى أنه قال: سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب. قال