للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشافعي، وأبا محمَّد دعلج بن أحمد السجزي.

وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وذكر أنه حدثه إملاءً، وغيرهما.

قال الحاكم في "تاريخه": أحد أئمة الشافعية في عصره، وكان مقدمًا في الأدب، ومعاني القرآن، والقراءات، ومن العلماء المبرزين في النظر والجدل، سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي، وأقرانه ببلده، وورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، فأقام عندنا إلى آخر سنة تسع، وسمع أكثر كتب مشايخنا، ثم دخل أصبهان فسمع "مسند أبي داود" من عبد الله بن جعفر، وسمع سائر المشايخ بها، ودخل العراق بعد الأربعين وأكثر، وكان كثير السماع والرحلة، قدم نيسابور سنة تسع وستين وثلاثمائة، وأقام مدة، وانتفع الناس بعلومه، وحدَّث، وحضر مجلس الأستاذ الإِمام أبي سهل -رحمهما الله- فأغلظ له الأستاذ في مناظرة جرت بينهما فخرج مستوحشًا، فكتب إليه الأستاذ أبو سهل بهذه الأبيات:

أُعيذُ الفقيه الحر من سطوة السخَطْ ... مَصونًا عن الأفكار يجلبها الغَلَطْ

يضايقُ حتى لا يُسوِّغ لَفْظَةً ... ويعتِبُ من لفظٍ يفورُ على اللَّغَط

أحاكمه فيه إليه محكَّمًا ... وأسأله عفوًا لبادرة السَّقَطْ

ومهما عدَا وجه الصواب حفاظه ... فإن سَدادَ الرَّأي يلزمه النَّمَطْ

ونَشْرِي لمِطْوِيٍّ خلافَ إِمَامِنَا ... وطَيِّي لمنشورٍ وفاءٌ بما شَرَطْ

شَدَدْتُ على باغِي الفسادِ ولمْ أَدَعْ ... عليه من الحَبِّ اليَسير لمنْ لَقَطْ

على رَمَدٍ جاء القَريضُ مُرَمَّدًا ... وأرئِقُهُ بالبُرِّ قد يحمِلُ السَّفَطْ

<<  <  ج: ص:  >  >>