للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحاكم: فأنشدني أبو عبد الله جوابه عنها:

جَفَاءٌ جرى جَهْرًا لدى الناس وانبَسَطْ ... وَعُذْرٌ أتى سِرًّا فأكَّدَ ما فَرَطْ

متى طَالبَ الشيخُ الفقيهُ بحقِّهِ ... وضيَّع حقًّا لي عليه فقد قَسَطْ

سَبِيلي إذا ضايقْتُه في العلُوم أنْ ... يُضايقَني فيها ولا يِرْكَبَ الشَّطَطْ

وَعُدَّت أيادِيْهِ التي خَصَّنِي بها ... فلا حَاسِبٌ أَحْصَى ولا كَاتِبٌ ضَبَطْ

فمن أَجلِها في داره إِذْ حَضَرْتهُا ... سَطَا واعتَدَى في القول والفعلِ واخْتَلَطْ

فأيُّ ملامٍ يلحقُ الحُرُّ بَعْدَهَا ... إِذا هوَ من جِيرَانهِ أَبَدًا قَنَطْ

هَجَرتُ اقِترَاضَ الشِّعرِ لمَّا انقَضَى الصِّبَا ... ولمَّا رأَيتُ الشَّيبَ في عَارضي وخَطْ

ولولاهُ لانثَالتْ قَوَافٍ مَحَلُّها ... صُدُورُ ذوي الآدابِ لا فارغُ السَّفَطْ

وقال حمزة السهمي في "تاريخ جرجان": أبو عبد الله الفقيه ختن أبي بكر الإسماعيلي، كان من كبار الفقهاء، وكان له ورع، وله أربعة أولاد: أبو بشر الفضل، وأبو النضر عبيد الله، وأبو عمرو عبد الرحمن، وأبو الحسن عبد الواسع، وكان له إملاء من سنة تسع وسبعين إلى أن توفي -رحمه الله-. وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء": كان فقيهًا فاضلًا شرح "التلخيص" لابن القاص. وقال السمعاني في "الأنساب": كان من الفقهاء المذكورين في عصره، ودرس سنين كثيرة، وله وجوه في مذهب الشافعي -رحمه الله- مسطورة منشورة، وتخرج عليه جماعة من الفقهاء، وكان له ورع وديانة، كانت له رحلة إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وأصبهان. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": كان أحد الكبراء من أئمتنا، له مقالة في المذهب مشهورة، ووجوه تُعزى إليه مسطورة. وقال الذهبي:

<<  <  ج: ص:  >  >>