لها مادة -يعني في النقل-. وقال ابن النديم في "فهرسته": أحد القراء بمدينة السلام، قريب العهد، وكان عالمًا باللغة والشعر، سمع من ثعلب وروى عنه. قلت: وقد ذكر له من الكتب التي صنفها ستة عشر كتابًا. وقال الخطيب: كان ثقة، وكان من أحفظ لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير ومعاني القرآن كتاب جليل سماه "كتاب الأنوار" وله -أيضًا- في القراءات وعلوم النحو، تصانيف عدة، ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها، وقرأها وأقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة العربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان ... وقال محمَّد بن أبي الفوارس: يقال إن ابنه أدخل عليه حديثًا، والله أعلم. وقال الذهبي في "النبلاء": العلامة، المقرئ، شيخ القرَّاء. وقال في "الميزان": أحد الأئمة، تكلموا فيه، وثقه الخطيب، لكنه استُتيب من قراءته بما لا يصح نقله، وكان يقرأ بذلك في المحراب، ويعتمد على ما يسُوغ في العربية، وإن لم يُعرف له قارئ. وقال في "معرفة القراء كبار القراء": ما علمت في حديثه باسًا, وله تصانيف عدة، وله اختيار في القرآن جمعه. وقال أحمد الفرضي: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمَّد بن الحسن بن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلِّي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
ولد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، توفي على ساعات من النهار، ودفن بعد صلاة الظهر من يومه. قال ياقوت: له ابن يكنى أبا