الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغ وشرع، وأشار إليه وصدع. وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جمع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة في علوم القوم، وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه في غيره، حتى بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر، حدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة، وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز، وانتخب عليه الحفاظ الكبار. وقال الخطيب في "تاريخه": كان ذا عناية بأخبار الصوفية، وصنف لهم سننًا وتفسيرًا وتاريخًا، وقال لي محمَّد بن يوسف القطان النَّيْسابُوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيِّع حدث عن الأصم بـ"تاريخ يحيى بن معين"، وبأشياء كثيرة سواه. قال: وكان يضع للصوفية الأحاديث. قال الخطيب: قَدْر أبي عبد الرحمن السلمي عند أهل بلده جليل، ومحله في طائفته كبير، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجودًا، جمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا، وبنيسابور له دويرة معروفة به، يسكنها الصوفية قد دخلتها. وقال السبكي في "الطبقات": قلت: قول الخطيب فيه هو الصحيح، وأبو عبد الرحمن ثقة، ولا عبرة بهذا الكلام فيه. وقال سبط ابن الجوزي في "مرآته": معلقًا على كلام القطان: ذلك من قبيل الحسد، ولا نقبل منه. وقال السمعاني: صاحب التصانيف للصوفية التي لم يسبق إليها، وكان مكثرًا من الحديث، وله رحلة إلى العراق، والحجاز. وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى": وقد تكلم أهل المعرفة في رواية أبي عبد الرحمن