للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصب بعد وفاة الحبيب بورقيبة، على النظام الجمهوري والحكم بالقوانين الوضعية، وقد ضيق الخناق على الجماعات الإسلامية التي تطالب بتحكيم الشريعة، وأصبح المسلم الملتزم في صراع مع السلطة حتى حول الفرعيات كإطاق اللحية ولبس الثوب وما إلى ذلك.

[ثانيا: الجزائر]

وبعد أن أعلن الاستقلال في الجزائر بدأ الصراع على الحكم والاختلاف بين زعماء الثورة فتأخرت انتخابات الحكومة الجزائرية شهرين حتى تسلم السلطة أحمد بن بيللا بتأييد معظم جيش التحرير الذي يقوده هواري بومدين وتمت المصادقة على الدستور سنة ١٩٦٣ في سبتمبر ورشح أحمد بن بيللا أول رئيس للجمهورية الديمقراطية الشعبية التي يعتنق قادتها الفكر الشيوعي وأعلن الرئيس أن مبادئه تختلف عن الماركسية في أمرين رئيسين: الاعتراف بالقيم الروحية والأخذ بالمبدأ القومي وظهر تيار قوي يستهدف ربط الاشتراكية بالإسلام وجابه بن بلل حركات تمرد استعان بالجيش في مواجهتها مثل حركة انشقاق سي العربي سنة ١٩٦٣ م وفي سنة ١٩٦٥ أراد بن بيللا استبعاد وزير خارجية بقرار فردي وأدى ذلك إلى الانقلاب الذي قام به هواري بومدين وقام طاهر الزبيري بالقبض على بن بيلا إلا أن الزبيدي حاول الانقلاب بعد ذلك علي بومدين سنة ١٩٦٧ إلا أنه استطاع قمع تلك الحركة ومنذ ذلك الوقت استقرت السلطة في الجزائر وأكمل بومدين بناء الدولة على مابدأه سابقه بن بيللا على النهج الاشتراكي وانضمت للدول التقدمية في العالم العربي في مقابل الدول المحافظة وأصبح لها علاقات وطيدة مع فرنسا وشجعت الهجرة إليها. (١)

ثم تولى الحكم بعد هواري بومدين الشاذلي بن جديد على نفس النظام الذي يحكم القوانين الوضعية، وظهرت على الساحة جبهة الإنقاذ الإسلامية بقيادة عباس مدني وعلي بلحاج، التي فازت بأغلبية في الانتخابات (٢) فتم


(١) انظر: المغرب العربي ص: ٣٢١ - ٤٦٩.
(٢) انظر: مدراك النظر في السياسة ص: ٩١ - ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>