للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى عليه السلام: أينام ربنا؟ فصمت عنه، فأرسل الله تعالى إلى موسى ملائكة فأرقوه ثلاث ليال، ثم أعطوه قارورتين، فأمروه أن يمسك في كل يد قارورة وحذروه من كسرهما، فجعل ينعس وينتبه، ثم ينعس وينتبه، حتى نعس نعسة فضرب بإحداهما الأخرى فكسرهما (١).

[سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ]

وهو يتعرض لبعض حوادث السيرة عند الحاجة لذلك فقد ذكر قصة العاقب والسيد وقدومهما على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنها سبب نزول قوله تعالى {زين للناس حب الشهوات} (٢)

وذكر كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لهرقل تحت قوله تعالى {قل يا أهل الكتاب تعالوا} (٣) فقال: وبهذه الآية كاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - هرقل ملك الروم ... .. فذكر الحديث بطوله.

كما سبق بعض الآيات المتعلقة بغزوة أحد في حديثنا عن أسباب النزول.

وسوف يأتي في الحديث عن الإسرائليات روايات تاريخية تتعلق بالأمم الماضية.

ولم يفرد الفايز في دراسته فصلا في ذلك، وهو من سلبيات رسالته.

سابعا: موقفه من الإسرائيليات (٤):

والمصنف من المكثرين جدا في نقل الروايات عن أهل الكتاب، وهو يسلك في ذلك مسلك قدامى المفسرين فلا يرد ما اشتهر رده عند جمهور المتأخرين:

ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى {فأزلهما الشيطان عنها} (٥) قال ابن عباس: عرض إبليس نفسه على كل دابة من دواب الجنة أن يدخل فيها فتدخله الجنة فأبين إلا الحية فإنها طاعت له بذلك فدخل بين فكيها فأدخلته الجنة. وقال أيضا: قالت الحية: إني أخاف آدم. فقال: أنت في ذمتي منه


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ص: ١١٣ ومن طريقه ابن جرير ٣/ ٧ - ٨ وهو ضعيف لإرساله وقد أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عن ابن عباس موقوفًا (انظر الدر ١/ ٣٣٦) وأخرجه ابن جرير عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه.
(٢) آل عمران: ١٤.
(٣) آل عمران: ٦٤.
(٤) انظر: ابن ظفر الصقلي ص: ٢٣٥ - ٢٤١.
(٥) البقرة: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>