للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {له معقبات} (١) لهذا المستخفي وهذا السارب، {من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} (٢) فيها تقديم وتأخير: له معقبات من بين يديه ومن خلفه من أمر الله، أولئك يحفظونه (٣).

وتعرض ابن سلام إلى بعض الألفاظ الواردة في القرآن والتي هي من أصل أعجمي فنسبها إلى أصولها. مثل لفظة (المشكاة) في قوله تعالى {الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} (٤) قال: المشكاة: الكوة في البيت التي ليست بنافذة وهي بلسان الحبشة (٥). ولفظة (المنسأة) في قوله تعالى {فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته} (٦) قال: وهي العصا بالحبشية (٧). وقال في أصل لفظة (القسطاس) في قوله تعالى: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم} (٨) بالقسطاس: العدل بالرومية (٩)

ولم أقف على استدلال ليحيى بالشعر فيما رجعت إليه من تفسيره (١٠).

تاسعا: موقفه من القراءات (١١):

لقد وصف الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور منهج ابن سلام بقوله: ... يتدرج من اختيار المعنى إلى اختيار القراءة التي تتماشى وإياه، مشيرا إلى


(١) الرعد: ١١.
(٢) الرعد: ١١.
(٣) ق: ٢٧.
(٤) النور: ٣٥.
(٥) ق: ٥٣.
(٦) سبأ: ١٤.
(٧) ق: ٩٣.
(٨) الإسراء: ٣٥.
(٩) ق: ٩.
(١٠) وقد وقعت صاحبة التفسير واتجاهاته في مأزق كبير ويبدو أنها لا تحفظ القرآن حيث نسبت لابن سلام أنه يحتج للتفسير اللغوي بالشعر العربي القديم وقالت: فقد ذكر في تفسير معنى (أسفا) من قوله تعالى {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} (الكهف: ٦): غضبا وهو تفسير قتادة ثم قال: مثل قوله:
... فلما آسفونا أغضبونا
انظر التفسير واتجاهاته ص: ٩٥

فظنت أن قوله: فلما آسفونا أغضبونا شطرا من بيت شعر عربي ووصفته بأنه قديم والمراد كما هو واضح تفسير كلمة آسفونا من قوله تعالى {فلما آسفونا انتقمنا منهم} (الزخرف: ٥٥) بأن معناها: أغضبونا. وهو موافق لما رواه ابن جرير ٢٥/ ٨٤ عن قتادة وغيره.
(١١) انظر دراسة خاصة بالقراءات عند يحيى بن سلام من خلال تفسيره عند هند شلبي في القراءات بإفريقية ص: ١٥١ - ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>