للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال رحمه الله وأجيب عن الآية لأهل السنة بأوجه أقربها وجهان أحدهما أن قوله: {ومن عاد} معناه عاد إلى اعتقاد حلية الربا بدليل قوله {وأحل الله البيع وحرم الربا} أي فمن خالف ذلك واعتقد حلية الربا فهو مخلد في النار ولا شك أن من حلل ماحرم الله فهو كافر، وهذا على إبقاء الخلود على بابه، والجواب الثاني: أن نقول الخلود بمعنى طول المدة هكذا سمعت منه رحمه الله من لفظه ذلك. (١)

فكانت وفاته بفاس ليلة يوم السبت غرة رجب سنة إحدى وألف، ودفن عند ضريح الخياط بداخل المدينة من حومة الدوح.

١٧ - أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله أبو العباس الربعي الباغايي (٢)

الإمام المقرئ.

ولد بباغا (٣) سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

قدم الأندلس سنة ست وسبعين وثلاثمائة وقدم إلى الإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن ثم عتب عليه فأقصاه ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه على يد قاضيه أبي بكر بن وافد ولم يطل أمده.

كان من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم وكان في حفظه آية من آيات الله تعالى وكان بحرا من بحور العلم وكان لانظير له في علم القرآن قراءاته وإعرابه وأحكامه وناسخه ومنسوخه وهو على مذهب مالك.

روى بمصر عن أبي الطيب ابن غلبون وأبي بكر الأذفوي وغيرهما.

توفي يوم الأحد لإحدى عشرة


(١) انظر نشر المثاني (الموسوعة ٣/ ١٠٦٢).
(٢) مصادر ترجمته: طبقات المفسرين للداوودي ١/ ٥٣، معجم الحفاظ والمفسرين ٢١٢، معجم المفسرين ١/ ٤٩، المدرسة القرآنية ١/ ١٥٧، الصلة ١/ ٨٧، ترتيب المدارك ٤/ ٦٨٠، الديباج المذهب ٣٨، ١٦٠، ١٧٧، معجم أعلام الجزائر ٣٦١، إيضاح المكنون ١/ ٣٦، معجم البلدان ١/ ٣٨٦
والباغايي: نسبة إلى باغا أو باغاية، وبعضهم يقول فيه: الباغاني (انظر هدية العارفين ١/ ٧٠).
(٣) باغا: كذا في الصلة وطبقات الداوودي وفيهما: مدينة بأقصى إفريقية وهي في معجم البلدان ١/ ٣٨٦ باغاية: بالغين المعجمة وألف وياء مدينة كبيرة في أقصى إفريقية بين مجانة - بالميم - وقسنطينة الهواء ينسب إليها أحمد بن علي بن أحمد ... . الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>