للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير الزاد التقوى} (١) مايرد ذلك حيث نزلت في أهل اليمن الذين كانوا يحجون ولا يتزودون (٢). فما ذكره مخالف لشريعتنا، ولو لم يكن مخالفا لكان في الاستدلال به نظر للخلاف المشهور بين الأصوليين هل شرع من قبلنا شرع لنا أم لا؟ (٣).

[ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن]

لا يُلحظ في القسم الذي وقفت عليه من الكتاب اهتمام كبير من المؤلف بهذا الجانب، وربما كان ذلك لكونه متتبعا لغيره ناقلا عنه ثم محللا، ومن مواضع تفسيره للقرآن بالقرآن قوله {إنا أنزلناه} (٤) الضمير عائد على القرآن {في ليلة مباركة} اختلفوا في هذه الليلة المرادة فقيل: ليلة القدر، وقيل: ليلة النصف من شعبان، والأول أصح لقوله سبحانه {إنا أنزلناه في ليلة القدر} (٥) وفي قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} (٦).

رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:

قال في قوله تعالى {وما يهلكنا إلا الدهر} (٧):

وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار فقال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر؛ أقلب الليل والنهار" (٨).

وقد أطال تحت قوله {فيها يفرق كل أمر حكيم} (٩) في الكلام على ليلة النصف من شعبان وفضلها وأن ماء زمزم فيها يحلو وكذا ماء البحر وذكر فيها آثارا وأحاديث في قيامها وصيامها وفضلها منها قوله وروي عن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تقطع الآجال من السنة إلى السنة في ليلة النصف من شعبان" (١٠).

وهذا كله على الرغم من أنه صدر


(١) البقرة: ١٩٧.
(٢) أخرجه البخاري - كتاب الحج - باب قول الله تعالى {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} ٣/ ٣٨٣ عن ابن عباس.
(٣) انظر الإحكام في أصول الأحكام ٢/ ٩٤٣ - ٩٧٣.
(٤) الدخان: ١.
(٥) القدر: ١.
(٦) البقرة: ١٨٥.
(٧) الجاثية: ٢٤.
(٨) أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب سورة الجاثية ٨/ ٥٧٤ مقتصرًا على الحديث القدسي. وأخرجه كاملاً الطبري ٢٥/ ٩٢.
(٩) الدخان: ٤.
(١٠) عثمان هنا ليس هو ابن عفان - رضي الله عنه - وإنما هو عثمان بن محمد ابن المغيرة بن الأخنس وهو من صغار التابعين أخرجه ابن جرير ٢٥/ ١٠٩ انظر التقريب ٥/ ٤٥ عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً وهو ضعيف لإرساله.

<<  <  ج: ص:  >  >>