للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سابعا: موقفه من الإسرائيليات]

بالنسبة لقصة هاروت وماروت اكتفى بقوله:

ويشير القرآن الكريم إلى أن بني إسرائيل كانوا يذيعون بين الناس أن السحر إنما هو تراث أخذوه عن سليمان عليه السلام كما كانوا ينسبونه إلى الملكين هاروت وماروت ومقصدهم من ذلك أن يجعلوا للسحر سنداً صحيحا مرفوعا إلى الأنبياء والملائكة مع أن السحر من الأمور التي يتحاشى منها مقام الأنبياء ومقام الملائكة جميعا. وهكذا ينفى القرآن الكريم تهمة السحر عن سليمان كما ينفيها عن الملكين هاروت وماروت وبذلك ينهدم الأساس المزور الذي يبني عليه بنو إسرائيل سحرهم ويثبت القرآن الكريم في نفس الوقت أن السحر إنما هو في الحقيقة من صنع الشياطين وحدهم أولا وأخيرا. (١)

ويلاحظ هنا أنه ذهب إلى اعتبار مافي قوله تعالى {وما أنزل على الملكين} (٢) نافية وهو قول مرجوح يتناقض مع سياق القصة.

وقال في الربع الأخير من الحزب الرابع:

تناولت أغلب آياته الكريمة قصة تجري وقائعها بأرض فلسطين بعد مرور حقبة من الدهر انتصر فيها الفلسطينيون على بني إسرائيل، وهزموهم هزيمة شنعاء، واستولوا على التابوت الذي كان بنو إسرائيل يتحصنون به من قبل في حروبهم بالتبرك بما فيه من آثار موسى وهارون، فلما طال أمر الهزيمة على بني إسرائيل لجأوا إلى نبيهم صمويل يطلبون منه أن يختار لهم ملكا ... إلى أن قال:

وأما داود فهو الفتى الشجاع الذي أردى جالوت قتيلا بمقلاعه البسيط وأحجاره الملساء، بعد مارأى بني إسرائيل يتساقطون كالذباب أمام جالوت العملاق، وقد كان إقباله على هذه المغامرة بعد استئذان منه لملكه طالوت، الذي زوجه بعد الانتصار على جالوت وجنوده ابنته مكيال مكافأة له على شجاعته التي أصبحت مضرب الأمثال، الأمر الذي كان بعد ذلك من أقوى العوامل في ترشيح داود لملك بني إسرائيل عندما تخلى طالوت وساح في الفلوات هائما على وجهه يتلمس النجاة والتوبة. (٣)


(١) التيسير١/ ٦٥.
(٢) البقرة: ١٠٢.
(٣) التيسير١/ ١٥٨، ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>