للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصدر للإقراء والتدريس. ودخل عنابة وقسنطينة وتونس ثم توجه إلى المشرق عن طريق قبرص فدخل بيروت ودمشق وطرابلس الشام وحماه وسكن بيت المقدس مدة وحج سنة تسع وأربعين وجاور ثم دخل القاهرة ودرس بها فبهر العقول وأدهش الألباب ولقي الإمام السخاوي الذي خصه بترجمة وافية في كتابه الضوء اللامع ومما قاله:

وقد حصلت بيننا اجتماعات وصحبة ورأيت منه من حدة الذهن وذكاء الخاطر وصفاء الفكر وسرعة الإدراك وقوة الفهم وسعة الحفظ وتوقد القريحة واعتدال المزاج وسداد الرأي واستقامة النظر ووفور العقل وطلاقة اللسان وبلاغة القول ورصانة الجواب وغزارة العلم وحلاوة الشكل وخفة الروح وعذوبة المنطق ما لم أره من أحد، ثم غادر مصر وتشتت في البلاد والقرى وركب البحر والبر وتطور

على أنحاء مختلفة وهيئات متنوعة. (١)

مات غريبًا فريدًا في عين تاب (بين حلب وأنطاكية) سنة خمس وستين.

له تآليف منها:

شرح على جمل الخونجي.

٢٢١ - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زيدان الحسني أبو عبد الله الشيخ السلطان المهدي (٢)

ثالث سلاطين الدولة السعدية بالسوس ومراكش.

ولد سنة ست وتسعين وثمانمائة.

أخذ عن الحسن بن عثمان الجزولي والمطغري وغيرهما.

كان لايفتر عن قراءة القرآن وكان له اعتناء بالعلماء والجلوس معهم والأخذ بأطراف المسائل العلمية بينهم وكانت له صرامة في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم.

قال المكناسي: كانت له اليد الطولى في التفسير والفقه والحديث وفهم

معانيه. (٣)

وقال الزركلي: كان من عظماء الرجال مهيبا غزير العلم تفقه في صغره وعني بالتفسير فكتب شيئا فيه وحفظ صحيح البخاري وديوان المتنبي. (٤)

قتل غيلة بظاهر تارودانت (رودانة) من بلاد السوس الأقصى يوم الأربعاء التاسع


(١) الضوء اللامع ٩/ ١٨٠.
(٢) مصادر ترجمته: معجم المفسرين ٢/ ٨٠٣، معجم المحدثين والمفسرين ٢٩، تاريخ الدول الإسلامية ومعجم الأسرات الحاكمة ٩٤، جذوة الاقتباس ١/ ٢١٢، الأعلام ٧/ ٥٨، الاستقصا ٣/ ٩، لقط الفرائد (موسوعة أعلام المغرب ٢/ ٨٩٧).
(٣) جذوة الاقتباس ١/ ٢١٢.
(٤) الأعلام ٧/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>