للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها، وما سمي التأويل عند الإسماعلية مقصور على أئمتهم دون غيرهم (١).

وقد جعلوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - صاحب التنزيل، فالتنزيل اختص به الناطق في حياته. وهو علم الظاهر وأحكام الشريعة والعلم المصرح بتعليمه وتبيينه واعتناقه لطبقات العامة. والباطن اختص به الإمام أو الأساس، وهو علم التأويل والحقيقة ومرموزاتها وتعاليمها التي لا يمكن الإفصاح عتها إلا لجنود الدعوة المخلصين الذين تدرجوا في مراتبها وتربعوا في مناصبها وهم طبقات الخاصة. (٢)

المنهج العام للتفسير: (٣)

لم يتناول ابن حيون في تفسيره القرآن كله، بل أخذ بعض الآيات التي ظهر له أنها تؤيد المذهب الذي يدعو إليه.

وقد تعرض في كتابه تأويل الدعائم لتأويل كم هائل من الآيات والأحاديث.

وتجدر الإشارة إلى أن التأويل عند الإسماعيلية يختلف عن التفسير بمعناه الشرعي الصحيح لدى أغلب الفرق الإسلامية الأخرى، فهو تأويل غريب لا يتلاءم مع مفهوم اللغة والشرع والعقل، ولذا فسوف أكتفي بعرض بعض النماذج التي لا أزمة لها وهي تبين عن نفسها.

قال في أساس التأويل:

في قوله تعالى {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} (٤)، قال:

الطريقة هي النبي الناطق في زمانه، والإمام في أوانه من بعده، والماء الغدق هو العلم الغزير (٥).

وفي تأويل قوله جل ذكره {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} (٦) قال: فصاحب العصر سواء كان نبيا أو إماما يدعى ناطقا، لأنه ينطق بالظاهر، ويقوم به، وحجته يدعى صامتا لأنه صامت عن الظاهر قائم بالباطن.


(١) تاريخ الدعوة الإسماعيلية ١/ ١٢.
(٢) مقدمة المحقق ١/ ٥.
(٣) وممن تكلم عن منهج ابن حيون في تفسيره: عبد السلام الكنوني في المدرسة القرآنية ١/ ١٧١ - ١٧٤، ووسيلة بلعيد في التفسير واتجاهاته ص: ٤٠٢ - ٤٠٤.
(٤) الجن: ١٦.
(٥) مقدمة المحقق ص: ٣٩.
(٦) الأنبياء: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>