للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن عن أبي داود وأحمد بن موسى عن يحيى بن سلام سماع لعبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن. وفيها خرم كثير وتكرار في بعض المواضع.

وقد ذكر ابن أبي زمنين أنه سيبدأ اختصاره بما بدأ به يحيى بن سلام وهو قوله: حدثنا سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. (١)

كما يتبين من نقل ابن أبي زمنين أن مقدمة ابن سلام تضمنت ذكر حد الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني وبعض مايتعلق بنزول القرآن وترتيب الآيات داخل السور وماجاء في البسملة.

ونقل ابن أبي زمنين عن يحيى أيضا قوله في مقدمته: ولا يعرف تفسير القرآن إلا من عرف اثنتي عشرة خصلة: القرآن المكي والمدني والناسخ والمنسوخ والتقديم والتأخير والمقطوع والموضوع والخاص والعام والإضمار والعربية (٢).

[المنهج العام للتفسير]

وتفسير يحيى بن سلام تفسير أثري على منهج القدماء وهو حلقة بين التفاسير المتقدمة الخالية من أي تدخل من المفسر مثل تفسير ابن جريج ومجاهد وغيرهما وبين تفسير ابن جرير الطبري الذي استفاض في ذكر اللغويات والقراءات والترجيحات.

وهذا التفسير يعتبر أقدم تفسير بالمأثور موجود إلى اليوم حيث لم يصل إلينا ما ألف

من تفاسير قبله (٣).

ومنهج يحيى فيه أنه يذكر الآية ثم يسوق الأحاديث والآثار الواردة فيها


(١) المقدمة ق: ٢.
(٢) انظر للعلوم التي يحتاج إليها المفسر: التيسير في قواعد التفسير ص: ١٤٤ - ١٤٨، الإتقان ٢/ ٢٢٥ - ٢٣٥ ولم أجد فيما ذكره أهل العلم المقطوع والموضوع ويبدو - والله أعلم - أنه أراد علمين من علوم الحديث لهما أثر في التفسير بالمأثور وهما:
المقطوع: وهو الموقوف على التابعين قولاً وفعلاً، والموضوع: وهو المختلق المصنوع من الحديث (انظر الباعث الحثيت ص: ٣٨، ٦٥).
(٣) باستثناء التفسير المنسوب إلى مجاهد (ت ١٠١ هـ) والأقرب فيه أنه لآدم بن أبي إياس (ت ٢٢١ هـ) وما فيه عن مجاهد هو أغلب مروياته كما حققه فضيلة الدكتور حكمت بشير ياسين (انظر مجلة الجامعة الإسلامية ١٤١٢ هـ - ملحق رقم ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>