للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواضح أننا لم نكن في حاجة لسوق مثل هذه القصة خاصة مع ضيق المقام بل إن فيها حشوا لا يمت لتفسير الآيات من قريب أو بعيد.

[ثامنا: موقفه من اللغة]

لا يهتم المصنف باللغويات ولا يتعرض للإعراب كما سبق أن ذكرت ولكنه يتعرض للمفردات بقلة ومن ذلك قوله:

وقوله تعالى {نقيرا} (١): المراد بالنقير النقرة التي في ظهر نواة التمر ومما يتصل به لفظ القطمير والمراد به اللفافة التي على نواة التمرة ولفظ الفتيل والمراد به الخيط الذي في شق النواة وهذه الألفاظ الثلاثة كلها وردت في القرآن الكريم. ثم ذكر مواضعها (٢)

وهو لايتعرض للشعر إلا نادرا ومن ذلك:

قوله في {ورفعنا لك ذكرك} (٣): وفي مثل هذا المقام قال حسان بن ثابت:

أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله نور يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن أشهد (٤)

وربما ذكر بعض الأمثال مثل: " على نفسها جنت براقش". (٥)

ومن الجاري على الألسنة: "لكل اسم من مسماه نصيب". (٦)

وهو ينبه بين الفينة والأخرى على بعض النكات التفسيرية ومن ذلك:

قوله: وإنما طال الحديث عن طائفة المنافقين بما لم يطل به عن الطائفتين الأخريين لأن طائفة المنافقين ذات ألوان مختلفة وأقنعة متعددة، والكشف عن جوهرها المعقد وعن شخصيتها المزدوجة وعن تناقض مظهرها مع مخبرها؛ يحتاج إلى مزيد من الأضواء ... الخ (٧).

وقال في قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات} (٨): ومما يستلفت النظر في هذا المقام ورود اسم عيسى المسيح إلى جانب اسم موسى الكليم لأول مرة في سورة البقرة،


(١) النساء: ٥٣.
(٢) التيسير١/ ٣٨٦ - ٣٨٧.
(٣) الشرح: ٤.
(٤) التيسير٦/ ٤٤٠.
(٥) التيسير١/ ١١١.
(٦) التيسير١/ ٣١٥.
(٧) التيسير١/ ٢٥.
(٨) البقرة: ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>