ابتلوا بمرض البواسير وبآفات زراعية وغيرها، ففكروا في أن يردوا هذا التابوت لبني إسرائيل، وساق الله أقدارا لأقدار، فجعلوه في عربة يجرها بقرتان أو فرسان ووجهوها إلى جهة منازل بني إسرائيل فمشت العربة فساقتها الملائكة حتى وصلت بها إلى منازل بني إسرائيل فكانت آية وأعظم آية وقبل بنو إسرائيل بقيادة طالوت، وبسم الله تعالى قادهم. (١)
وقال: لم يقص الله تعالى علينا شيئا عن كيفية قتل داود لجالوت لعدم الفائدة الكبيرة منها وخلاصتها كما يلي:
كان والد داود في جيش طالوت وله ستة أبناء معه واسمه إيشا، وكان داود أصغرهم وكان يرعى الغنم، وكان لنبيهم درع وأوحى الله أن من استوت عليه درعك هو الذي يقتل جالوت، فاستوت على داود. وقبل البراز قال طالوت: من قتل جالوت أشاطره ملكي وأزوجه ابنتي، وكان داود قد مر بحجر فناداه أن خذني ياداود وقاتل بي، فجعله في مخلاته واحتفظ به، فلما برز لجالوت جعل الحجر في مقلاعه وكان راميا فرمى جالوت فقتله. وهذه بداية أمره عليه السلام. (٢)
[ثامنا: موقفه من اللغة]
يهتم الجزائري بشرح المفردات في كل مجموعة من الآيات من غير تعرض لشواهد شعرية ثم يبين في حاشيته اشتقاق الكلمة ويسوق بعض الشواهد الشعرية ومثال ذلك قوله: السورة: قطعة من كتاب الله تشتمل على ثلاث آيات فأكثر.
ثم يقول في حاشيته: لفظ السورة مشتق إما من سور البلد لارتفاعها الخ ثم قال: ويشهد لذلك قول الشاعر:
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب (٣)
وكقوله: الرب السيد المالك المصلح المعبود بحق جل جلاله
ثم قال في نهر الخير: مما شهد لإطلاق لفظ الرب على المعبود قول الشاعر:
(١) ١/ ٢٣٦، ٢٣٧.
(٢) ١/ ٢٣٩.
(٣) ١/ ٩.