للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا قوله: الملكان - وهما هاروت وماروت - ذكر قصتهما علماء السلف ورواها مثل أحمد وعبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن جرير وخلق كثير ولم يصح فيها حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنها مروية عن ابن عمر، وابن عباس وعلي رضي الله عنهم ولعلها مروية عن كعب الأحبار، وفي الآيات عبارة وإشارة ولا مانع شرعا ولا عقلا من هذه القصة، ومفادها أن الملائكة أنكروا على بني آدم ما يرتكبون من الذنوب والمعاصي ويعجبون من ذلك فأمرهم تعالى أن يختاروا ملكين منهم ويركب فيهم غرائز بني آدم ويكافئهم وينزلهم إلى الأرض يعبدون الله كبني آدم ثم ينظرون هل يعصون الله أولا يعصونه فلما نزلا إلى الأرض ارتكبا كبائر الذنوب فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فجعلا في بابل يعلمان الناس السحر فإذا أتاهما من يريد ذلك نصحا له بأن تعلم السحر كفر فإذا أصر وجهاه إلى شيطان فأتاه فعلمه كيفية السحر وما يصل إليه إلا بعد أن يكفر أفظع أنواع الكفر.

وقوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} (١) قال: الشجرة شجرة من أشجار الجنة وجائز أن تكون كرما أو تينا أو غيرهما وما دام الله تعالى لم يعين نوعا فلا ينبغي السؤال عنها. (٢)

وقوله في الحاشية {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ...} (٣) قال: ذكر القرطبي

أن اسم هذه القرية دارودان وهي من نواحي شرق واسط بينهما فرسخ. (٤)

وقوله في الحاشية أيضا {إذ قالوا لنبي لهم} (٥) قال: هو شمويل بن بال بن علقمة هكذا ذكره القرطبي في تفسيره ويقال فيه: شمعون أيضا ويعرف بابن العجوز لأن أمه كانت عجوزا فسألت الله الولد فوهبها إياه بعد عقم كبر سن. (٦)

{وقال لهم نبيهم} (٧) شمويل (٨)

وقال: وأما كيفية حمل الملائكة للتابوت فإن الأخبار تقول إن العمالقة تشاءموا بالتابوت عندهم إذ


(١) البقرة: ٣٥.
(٢) ١/ ٤٥.
(٣) البقرة: ٢٤٣.
(٤) ١/ ٢٣١.
(٥) البقرة: ٢٤٣.
(٦) ١/ ٢٣٤.
(٧) البقرة: ٢٤٨.
(٨) ١/ ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>